وإذا يقال من الفتى كلّ الفتى |
|
والشيخ والكهل الكريم العنصر؟ |
والمستضاء بعلمه وبرأيه |
|
وبعقله؟ قلت : ابن عبد الأكبر |
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، نا محمّد بن يزيد ، نا محمّد بن صفوان ، عن أبيه قال :
كان سليمان بن نوفل الديلي سيدا في كنانة ، فوثب رجل من أهله على أبيه ، فجيء به إليه فقال له : ما أمّنك مني وجرأك عليّ؟ أما خشيت عقابي؟ قال : لا ، قال : ولم؟ قال : لأنا سودناك لتكظم الغيظ ، وتحلم على الجاهل ، فخلّى سبيله.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المروذي الفقيه ـ بمرو الشاهجان (١) ـ نا أبو المظفر السمعاني ـ إملاء ـ نا أبو القاسم سعد بن علي الزّنجاني ـ بمكة فيما نقله عن أبي سليمان الخطابي عن الدقاق النحوي ، قال :
اجتمع أبو العباس بن سريح وأبو العباس المبرّد ، وأبو بكر بن داود في طريق ، فأفضى بهم إلى مضيق ، فتقدم ابن سريج وتلاه المبرّد وتأخّر ابن داود ، فلما خرجوا إلى الفضاء التفت ابن سريج وقال : الفقه قدّمني ، قال ابن داود : الأدب أخّرني ـ يعني حرفة الأدب ـ فقال المبرّد : أخطأتما جميعا ، إذا صحّت المودة سقط التكلف والتعمّل.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا القاضي (٢) ، أنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، نا محمّد بن يزيد المبرّد ، حدّثني بعض أصحابنا قال :
كان في زمن المأمون شيخ مؤذن مسجد وإمامه ، فكان إذا جاء زمان الورد أغلق باب المسجد ودفع مفتاحه إلى بعض جيرانه وأنشأ يقول :
يا صاحبي (٣) اسقياني |
|
من قهوة خندريس |
على جنبات (٤) ورد |
|
يذهبن هم النفوس |
__________________
(١) بالأصل : «مرو الشاميان» والمثبت عن معجم البلدان ، وهي مرو العظمى أشهر مدن خراسان وقصبتها.
(٢) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا الجريري ٤ / ٦٢.
(٣) بالأصل : صاحي ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٤) في الجليس الصالح : جنيات.