محمّد ، أدخل بقتلي إيّاه النار ، فجعلت جعالة أن لا أخرج فلم يقبل مني ذلك فخرجت فلم أطعن برمح ، ولم أرم بسهم حتى انفضّ الأمر ، فإنّي لفي القتلى إذ مررت برجل وبه رمق ، فقال لي : تنحّ أيها [الكلب](١) نحن عندكم بعد بمنزلة الكلاب ، فأسفت ، فقتلته ، ونسيت رؤياي ثم ذكرتها فجئت برجل من أهل المدينة ، فجعل يتصفح القتلى ، فيقول : هذا فلان ، وهذا فلان ، وجعلت أحيد به عن صاحبي ، فنظر فرآه ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا يدخل قاتل هذا الجنّة والله أبدا ، قلت : ومن هذا؟ قال : محمّد بن عمرو بن حزم ، سمّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم محمّدا ، وكنّاه أبا عبد الملك ، فأتيت أهله ، فعرضت عليهم أن يقتلوني به ، فأبوا فقلت : هذه ديته فخذوها ، فأبوا.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز [بن](٢) أحمد (٣) ، أنبأنا محمّد بن عبيد الله بن أبي عمرو ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم [بن مروان ، أنا أحمد بن إبراهيم](٤) القرشي ، ثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، ثنا علي بن عبد الله التميمي قال : محمّد بن عمرو بن حزم يكنى أبا عبد الملك ، قتل بالحرّة ، وكانت الحرة في ذي الحجّة سنة ثلاث وستين ، وولد سنة عشر من الهجرة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عمران ، ثنا موسى ، ثنا خليفة (٥) قال في تسمية من قتل يوم الحرّة من الأنصار : محمّد بن عمرو بن حزم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا محمّد بن هبة الله ، أنبأنا علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، ثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال : مات محمّد بن عمرو بن حزم سنة ثلاث وستين.
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا عيسى بن علي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد قال : محمّد بن عمرو بن حزم ولد على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقتل يوم الحرّة.
__________________
(١) زيادة عن «ز».
(٢) زيادة عن «ز».
(٣) أقحم بعدها بالأصل : أنبأنا أحمد.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن «ز».
(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٤٧ (ت. العمري).