إيّاها فأتى ببدرتين فدفعتا إلى الشيخ ، فأنشأ الشاب يقول :
ابتعت ظبية بالغلاء وإنّما |
|
يعطي الغلاء بمثلها أمثالي |
وتركت أسواق (١) القباح لأهلها |
|
إنّ القباح ـ وإن رخصن ـ غوالي |
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الغنائم محمّد بن علي الدّجاجي ، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد ، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، نا أحمد بن أبي خيثمة ، أنا أحمد بن إسماعيل أبو حذافة ، أنا الأصمعي ، حدّثني حسن الوصيف الحاجب ـ حاجب المهدي ـ قال :
كنا بزبالة إذا أعرابي يقول : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك ، إنّي عاشق ، قال : وكان يحبّ ذكر العشّاق والعشق ، فدعا الأعرابي ، فلمّا دخل عليه قال : سلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثم قعد ، فقال له : ما اسمك؟ قال : أبو ميّاس ، قال : يا أبا ميّاس من عشيقتك؟ قال : ابنة عمّي ، وقد أبى أن يزوّجنيها ، قال : لعله أكثر منك مالا؟ قال : لا ، بل أنا أكثر منه مالا ، قال : فما القصّة؟ قال : ادن مني رأسك ، قال : فجعل المهدي يضحك ، وأصغى (٢) إليه رأسه ، فقال : إنّي هجين (٣) ، قال : ليس يضرك ذاك ، إخوة أمير المؤمنين وولده أكثرهم هجن. يا غلام ، عليّ بعمّه قال : فأتي به ، فإذا أشبه خلق الله بأبي ميّاس كأنهما باقلّاة فلقت ، فقال المهدي : ما لك لا تزوّج أبا ميّاس ، وله هذا اللسان والأدب وقرابته منك ، قرابته؟ قال : إنه هجين. قال : فإخوة أمير المؤمنين وولده أكثرهم هجن ، فليس هذا ممّا ينقصه ، زوّجها منه ، قد أصدقتها عنه عشرة آلاف درهم ، قال : قد فعلت ، فأمر له بعشرين ألف درهم ، فخرج أبو ميّاس وهو يقول :
ابتعت ظبية بالغلاء وإنّما |
|
يعطي الغلاء بمثلها أمثالي |
وتركت أسواق القباح لأهلها |
|
إنّ القباح ـ وإن رخصن ـ غوالي |
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد المروزي ، نا أبو بكر بن خلف ـ إملاء ـ نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ، حدّثني محمّد (٤) بن أحمد بن حمّاد ، نا أحمد بن علي ، نا أبي ، نا الحسين بن علي الأزدي ، نا محمّد بن عمر الجرجاني ، عن المفضّل بن محمّد الضبّي
__________________
(١) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : أشراف.
(٢) أي أماله.
(٣) الهجين : العربي ابن الأمة. (راجع اللسان).
(٤) بالأصل : «أحمد بن محمد» وفوق اللفظتين علامتا تقديم وتأخير ، والمثبت يوافق د ، و «ز».