حسدت أحدا على شيء من الدنيا (١) إن كان من أهل الجنّة فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير إلى الجنّة ، وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو صائر إلى النار ، وعجبت من كلمة حسّان بن أبي سنان : ما شيء أهون عندي من الورع إذا رابني شيء تركته.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن أبي عبد الله محمّد بن علي ابن أحمد الفرّاء ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن محمّد ، حدّثنا أبو محمّد بن حراش ، حدّثنا بندار وأبو حفص ، قالا : حدّثنا معاذ ، حدّثنا ابن عون قال :
كلموا محمّد بن سيرين في رجل يحدّثه فقال : لو كان رجل من الزنج وعبد الله بن محمّد هذا كانوا عندي سواء.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد [بن منصور ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي محمّد بن أحمد بن عثمان ، أنبأنا](٢) [عبد الله بن أحمد](٣) بن زبر الربعي ، حدّثنا العباس بن محمّد ، حدّثنا الأصمعي ، عن ابن عون قال :
كان ابن سيرين يكره إذا اشترى شيئا أن يستوضع من ثمنه بعد البيع ، ويقول : هذا من المسألة.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، وأبو نصر محمّد بن الحسن ، قالا : أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري ـ قراءة عليه ـ عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد ابن معروف ، أنبأنا الحسين بن محمّد (٤) ، حدّثنا [محمد] بن سعد (٥) ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الأنصاري ، حدّثنا هشام بن حسّان ، حدثتني حفصة بنت سيرين قالت : كانت أم محمّد امرأة حجازية ، وكان يعجبها الصبغ ، وكان محمّد إذا اشترى لها ثوبا اشترى ألين ما يجد ، لا ينظر في بقائه ، فإذا كان كلّ يوم عيد صبغ لها ثيابها ، قالت : وما رأيته رافعا صوته عليها قط ، وكان إذا كلّمها كلّمها كالمصغي إليها بالشيء.
__________________
(١) لفظتا : «من الدنيا» سقطتا من «ز».
(٢) الزيادة عن هامش الأصل.
(٣) الزيادة للإيضاح عن «ز».
(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : «حسين بن فهم» وهو : حسين بن محمد بن فهم ، والسند معروف.
(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١٩٨ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٦١٩.