الحنين اشتياقا إلى الحبيب الأول وادّكارا (١) حيث الطود كالتاج ، يزدان بلجين العذب المجاج ، (٢) فيزري بتاج كسرى (٣) ودارا ، (٤) حيث قسيّ الجسور (٥) المديدة ، كأنّها عوج (٦) المطيّ العديدة ، تعبر النهر قطارا ، حيث آثار (٧)
__________________
(١) يريد أن قرطبة دائمة الحنين إلى الحكم الإسلامي الذي انتظمها منذ الفتح حتى سنة ٦٣٣ ه ، حيث سقطت في أيدي الإسبان ، (نفح الطيب ١ / ٢٩٧ وما بعدها طبع ليدن) ؛ وهو في ذلك ينظر إلى قول أبي تمام : (ديوان ص ٤٥٧).
نقّل فؤادك حيث شيئت من الهوى |
|
ما الحبّ إلا للحبيب الأول |
(٢) المجاج : العسل ، ومجاج المزن : مطرها.
(٣) هو كسرى أبرويز بن هرمز بن كسرى أنوشروان. كان معاصرا للنعمان بن المنذر. ولما قتل كسرى النعمان بن المنذر أراد الاستيلاء على تركته ، فكان ذلك سبب حرب «ذي قار». وانظر مروج الذهب للمسعودي طبع باريس ٣ / ٣٠٢ ـ ٢٠٩ ، ٢ / ١٨٦. والطبري ٢ / ١٣٧ ـ ١٥٦ ، والشريشي ٢ / ٧٨.
(٤) هكذا يسميه المؤرخون المسلمون ، واسمه اليوناني Darius ، ويسمى في الفارسيةDarayavaush ، Daryavesh في النصوص القديمة. والمراد به الابن الأكبر لHystapses وهو من أبعد ملوك فارس صيتا ، بل من أعظم الحكام الذين أنتجهم الشرق القديم. أحدث في إمبراطوريته (٥٢١ ـ ٤٨٥) المتباعدة الأطراف ، نظما وقوانين لا تزال موضع الإعجاب والتقدير حتى اليوم. انظر تاريخ الطبري ٢ / ٦ وما بعدها ، شرح الشريشي ٢ / ٨٠ ، وانظر أيضا :
The Martyrdom of man, by Winwood Reade p. ٥٥ ـ ٢٦, Encyclopaedia Britannica. Vol. ٧ p. ٩٥.
(٥) الذي نعرف أن على نهر قرطبة جسرين ، بنى الأعظم منهما ـ بأمر عمر بن عبد العزيز ـ السمح بن مالك الخولاني ، أو عبد الرحمن بن عبيد الله الغافقي ؛ وكانوا يسمّونه قنطرة الوادي ، وكانت أقواسه سبعة عشر قوسا ، سعة الواحدة منها خمسون شبرا.
نفح الطيب ١ / ٢٢٦ ، ٢٤٦ بولاق ١ / ٩٦ ليدن ، الروض المعطار ص ١٥٦ ، ١٥٨.
(٦) جمع عوجاء ؛ وهي الضامرة من الإبل. والمطىّ ؛ جمع مطية ؛ وهي ما يمتطى ظهره.
(٧) من آثاره : المنية المعروفة بالعامرية ، والمدينة «الزاهرة» التي اتخذها مقرا لحكمه ، والزيادة التي أضافها لمسجد قرطبة في الناحية الشرقية منه. وانظر نفح الطيب ١ / ٢٦٠ ، ٢٧٤ ـ ٢٧٧ بولاق.