ح وأنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، أنبأنا محمّد بن علي بن أحمد الفرّاء ، وأبو السرايا غنائم بن أحمد بن أبي الوبر ، قالا : أنبأنا رشأ بن نظيف ـ قراءة ـ أنبأنا أحمد بن محمّد بن يوسف ، أنبأنا الحسين (١) بن صفوان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا عبد الله ابن أشهب التميمي ، حدّثني بعض أهل العلم عن أبان بن تغلب قال :
قال لي الكميت وأنا أحادثه : يا أبان لا تخبر الناس فقرأ وإن مت هزلا ، فإن الفقير تريكة من الترائك لا يعبأ بها ولا يلتفت إليها ، وأنشدني قوله :
وما أنتم يا كلب إلّا تريكة |
|
كما تركت في دمنة خلق النعل |
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو الحسين الفارسي ، أنبأنا أبو سليمان الخطابي (٢) ، أخبرني أبو رجاء الغنوي ، حدّثنا أبي ، حدّثني أبو أيوب سليمان بن أيوب قال : قيل للكميت لم لم ترث أخاك؟ قال : إنّ مرثيته لا تردّ مرزيته.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن النجار ، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن جعفر بن التيّان الشيخ الصالح ، حدّثنا علي بن محمّد الزهري ، حدّثني الحسن بن محمّد الرازي ، حدّثني أحمد بن محمّد القزويني ، حدّثني داود ـ وكان ينزل خوار (٣) الري ـ حدّثنا محمّد بن الأصم ، عن سليمان بن الحكم ، حدّثنا ثور بن يزيد الشامي (٤) قال :
رأيت الكميت بن زيد في النوم فقلت : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي ، قال : بما ذا؟ قال : نصب لي كرسيا وأجلسني عليه وأمرت بإنشاد : «طربت» فلما بلغت إلى قولي (٥) :
حنانيك رب الناس من أن يغرّني |
|
كما غرّهم شرب الحياة المنضب (٦) |
قال : صدقت يا كميت ، إنه ما غرّك ما غرّهم ، فقد غفرت لك بصدقك في صفوتي من بريتي ، وخيرتي من خليقتي ، وجعلت لك بكلّ منشد أنشد بيتا من مدحك آل محمّد رتبة أرفعها لك في الآخرة إلى يوم القيامة.
قال : وأنبأنا أبو الحسن بن النجار قال : سمعت أبا عبد الله المفجع يقول :
__________________
(١) في م : الحسن.
(٢) غريب الحديث للخطابي ١ / ٦٩٩.
(٣) خوار : بضم أوله مدينة كبيرة من أعمال الري ، بينها وبين الري نحو عشرين فرسخا (معجم البلدان).
(٤) في م : السامي.
(٥) شرح الهاشميات ص ٧٢ البيت ٦٩.
(٦) الأصل وم : المصرد ، والقصيدة بائية ، والمثبت عن شرح الهاشميات.