فهو كعب بن معدان الأشقري الشاعر ، نزل مرو ، روى عن نافع عن ابن عمر ، منازله بين الرزيق والماكان.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن أبي الفتح المقدسي ، عن أبي الحسن بن السمسار ، أنبأنا أبو الحسن (١) محمّد بن يوسف البغدادي ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا يموت بن المزرّع ، حدّثنا عيسى نننه (٢) وأسنده إلى المدائني ، قال : لما افتتح المهلّب خراسان ونفى عنها الخوارج ، وتفرّقت الأزارقة ، كتب الحجّاج إلى المهلّب : أن اكتب إليّ بخبر الوقعة ، واشرح لي القصة حتى كأنّي شاهدها ، فلمّا قرأ المهلّب كتابه ، وجّه إليه بكعب الأشقري (٣) ، فلمّا قدم عليه أنشده قصيدته وهي ستون بيتا ، يقتصّ فيها الأزارقة لا يخرم شيئا حتى وفاه الخبر ، فقال له الحجاج : أخطيب أنت أم شاعر؟ قال : كلّ ذاك ، أعزّ الله الأمير ، فقال له الحجّاج : أخبرني عن بني المهلّب ، فقال : المغيرة سيّدهم ، وكفاك بزيد فارسا ، وما لفتى الأبطال مثل حبيب ، وما يستحيي شجاع أن يفرّ عن مدرك ، وعبد الملك موت ناقع ، وحسبك بالمفضل في النجدة ، وأسمحهم قبيصة ، ومحمّد فليث غاب (٤).
فقال له الحجّاج : ما أراك فضّلت عليهم واحدا منهم ، فأخبرني عن جملتهم ، ومن أفضلهم ، قال : هم ، أعزّ الله الأمير كالحلقة ، لا يدرى أين طرفها ، فقال : إنّ خير حربكم ـ كان بلغني ـ عظيما ، أفكذلك كان؟ قال : أعزّ الله الأمير ، كان السماع بها دون العيان ، قال : أخبرني كيف رضى المهلّب عن بنيه؟ ورضى بنيه عنه؟ فقال : أعزّ الله الأمير ، شفقة الوالد وبرّ الولد ، قال : أخبرني كيف فاتكم قطري؟ قال : كدناه في منزله فتحوّل عنه ، وتوهم أنه قد كادنا بذلك ، قال : فهلا اتّبعتموه ، فقال : إنّ الكلب إذا أجحر عقر ، فأطرق (٥) الحجّاج مليا ثم قال له : أكنت تهيّأت لهذا الكلام؟ فقال : لا يعلم الغيب إلّا الله ، قال الحجّاج : لقد كان (٦) المهلّب أعلم بك مني إذ أرسلك إليّ.
قرأت بخط أحمد بن محمّد الخلال ، عن أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (٧) ، أنبأنا
__________________
(١) بالأصل وم : «أبو الفتح الحسن محمد» والمثبت عن «ز».
(٢) كذا رسمها بالأصل وم و «ز».
(٣) خبر قدومه ، ولقاؤه مع الحجاج في الكامل للمبرد ٣ / ١٣٤٨ والأغاني ١٤ / ٢٨٣.
(٤) في «ز» : فكنت عاب.
(٥) في «ز» : طرف.
(٦) بياض في «ز» مكان : «لقد كان».
(٧) الخبر والشعر في الأغاني ١٤ / ٢٨٣.