أخبرني أبي ، نا أبو الحكم ـ يعني الهيثم بن مروان العنسي ـ حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي قال :
بلغني أن عمر بن عبد العزيز حين بويع خطب فقال في خطبة : ولست ضاربا بعضكم ببعض ، هاب الناس كلامه ، فدخل عليه عويف القوافي فأنشده (١) :
راح سحاب فرأينا برقه |
|
ثم تدانى فسمعنا صعقه |
وراحت الريح تزجّي ورقه (٢) |
|
وأدمه ثم يسوي بلقه |
وعترته تلجه وودقه |
|
وبردا مفترشا مدقه |
ذاك سقى قبرا تولّى (٣) عذقه |
|
فبر امرئ أوجب ربّي عتقه |
وفكّ من نار الجحيم رقه |
|
قبر سليمان (٤) الذي من عقه |
أو كفر النعمى الذي قد نقه |
|
في المسلمين جلّه ودقّه |
لما ابتلى الله بجهد صدقه |
|
وكادت النفس تدابي حنقّه |
ألقى على خير قريش وسقه |
|
حتى بني آدم فاستحقه |
يا عمر الخير الملقّى وفقه |
|
يحرك عذب الماء ما أعقه |
وربك المحروم من لم يسقه |
|
فاغتبق الملك ولا توقه |
وانزل مناخ ملككم دمشقه |
|
سمّيت بالفاروق فافرق فرقه |
وارزق عيال المسلمين رزقه |
|
شهرا بشهر وأفقر برفقه |
فقال عمر بن عبد العزيز : أما أنزل دمشق فلا ، وأما أرزاق عيال المسلمين شهرا بشهر فنعم.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد ، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عمر المعدل في كتابه ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (٥) ـ إجازة ـ نا أبو بكر بن دريد ، أنا محمّد بن الحسين المؤدب ، أخبرني عبد الله بن محمّد التوزي ، قال :
__________________
(١) الأبيات في الأغاني ١٩ / ٢٠٩ ـ ٢١٠.
(٢) في الأغاني : بلقه ودهمه ... وورقه.
(٣) الأغاني :
.... فروى ودقه |
|
قبر امرئ عظّم ربي حقه |
(٤) عنى سليمان بن عبد الملك.
(٥) ليست الأبيات التالية في ترجمة عويف في معجم الشعراء المطبوع.