أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو محمّد بن الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل ، قالا : أنبأنا أبو محمّد بن صاعد ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، أنبأنا عبد الله بن المبارك (١) ، أنبأنا مالك بن مغول ، قال :
بلغنا أن عيسى بن مريم مرّ بخربة فقال : يا خربة الخربين ـ أو قال : يا خربة خربت ـ أين أهلك؟ فأجابه منها شيء فقال : يا روح الله بادوا ، فاجتهد ، أو قال : فإنّ أمر الله جدّ ، فجدّ.
أخبرنا (٢) أبو منصور أحمد (٣) بن محمّد الصوفي ، أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية ، قالت : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن الهيثم (٤) ـ إملاء ـ حدّثنا الوليد بن أبان ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن جعفر الرازي ، حدّثنا سهل (٥) بن إبراهيم الحنظلي ، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد العزيز ، عن المعتمر ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«مرّ عيسى على مدينة خربة ، فأعجبه البنيان ، فقال : أيّ ربّ ، مرّ هذه المدينة أن تجيبني ، فأوحى الله إلى المدينة : أيتها المدينة الخربة جاوبي عيسى ، قال : فنادت الملائكة (٦) عيسى حبيبي وما تريد مني ، قال : ما فعل أشجارك؟ وما فعل أنهارك؟ وما فعل قصورك؟ وأين سكّانك؟ قالت : حبيبي ، جاء وعد ربّك الحقّ ، فيبست أشجاري ، ويبست (٧) أنهاري ، وخربت قصوري ، ومات سكاني ، قال : فأين أموالهم؟ قالت : جمعوها من الحلال والحرام موضوعة في بطني ، لله ميراث السموات والأرض ، قال : فنادى عيسى : تعجّبت من ثلاثة أناس : طالب الدنيا والموت يطلبه ، وباني القصور والقبر منزله ، ومن يضحك ملء فيه والنار أمامه ، ابن آدم لا بالكثير تشبع ولا بالقليل تقنع ، تجمع مالك لمن لا يحمدك ، وتقدم على ربّ لا يعذرك ، إنّما أنت عبد بطنك وشهوتك ، وإنّما تملأ بطنك إذا دخلت قبرك ، وأنت يا ابن آدم
__________________
(١) رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق ص ٢٢٥ رقم ٦٤٠.
(٢) بهذا السند رواه ابن كثير عن ابن عساكر في تاريخه ، في قصص الأنبياء ٢ / ٤٣٠ والبداية والنهاية بتحقيقنا ٢ / ١٠٧.
(٣) «أحمد» سقطت من قصص الأنبياء.
(٤) كذا رسمها بالأصل ، وفي المصدرين : الهشيم.
(٥) كذا بالأصل : «سهل» وفي المصدرين : سهيل.
(٦) كذا بالأصل والمختصر ، وفي المصدرين : «فنادت المدينة» وهو أظهر ، وأشبه بالصواب.
(٧) كذا بالأصل والمختصر ، وفي المصدرين : «ونشفت أنهاري» وهو أظهر.