الدماء ، فاستعدى عليّ عمر واستجرت بمعاذ بن جبل ، فبعث عمر إليّ فأتيته ، فقال : ما حملك على ما صنعت؟ فحدثته حديثي ، فأقبل عليه عمر فقال : أنتم قوم لكم عهد بقي لكم ما وفيتم لنا ، فإذا بدلتم فلا عهد لكم علينا ، ثم أمر به ، فصلب.
الشعبي لم يسمعه من عوف ، إنما رواه عن سويد بن غفلة ، عن عوف كذلك.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، وأبو سعيد بن أبي عمرو.
ح وأخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر أحمد الكشميهني (١) ، أنا محمد بن أحمد بن الفضل العارف.
ح وأخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد الله السّنجي ، أنا نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي ، قالا : أنا أبو بكر الحيري.
قالوا : أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا محرز بن نصر ، نا ابن وهب ، حدّثني جرير بن حازم الأزدي عن مجالد ، عن عامر الشعبي ـ وقال الورّاق : عن الشعبي ـ عن سويد بن غفلة قال (٢) :
كنا مع عمر بن الخطّاب وهو أمير المؤمنين بالشام ، فأتاه نبطيّ مضروب مشجّج (٣) يستعدي فغضب غضبا شديدا فقال لصهيب : من صاحب هذا؟ فانطلق صهيب ، فإذا هو عوف بن مالك الأشجعي ، فقال له : إن أمير المؤمنين قد غضب غضبا شديدا ، فلو أتيت معاذ بن جبل ، فمشى معك إلى أمير المؤمنين ، فإنّي أخاف عليك بادرته ، فجاء معه معاذ.
فلما انصرف عمر من الصلاة قال : أين صهيب؟ قال : أنا هذا يا أمير المؤمنين ، قال : أجئت بالرجل الذي ضربه؟ قال : نعم ، فقام إليه معاذ بن جبل ، فقال له : يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك ، فاسمع منه ولا تعجل عليه ، فقال له عمر : ما لك ولهذا؟ قال : يا أمير المؤمنين رأيته يسوق امرأة مسلمة فنخس الحمار. ليصرعها ، فلم تصرع [ثم](٤) ، دفعها فخرّت عن الحمار ، فغشيها ، ففعلت ما ترى ، قال : ائتني بالمرأة لتصدّقك ، فأتى عوف
__________________
(١) قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٩٣ / أ.
(٢) الخبر في الإصابة ٣ / ٤٣.
(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م والمختصر ، وفي الإصابة : مشجوج.
(٤) الزيادة عن م.