لحقوا به ولا يتمالكون عنه ، تخرجه إليهم أعمالهم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا [أبو](١) منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي ، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي ، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضّاح السّمسار (٢) ، نا محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي أبو بكر ، نا عاصم بن علي ، نا المسعودي عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال :
رأيت كأنّ سيفا من السماء تدلّى ، وذلك في إمارة أبي بكر ، وأنّ الناس تطاولوا وأنّ عمر فضلهم بثلاثة أذرع ، قلت : وما ذاك؟ قال : لأنه خليفة من خلفاء الله تعالى في الأرض ، وأنه لا يخاف في الله لومة لائم ، وإنه يقتل شهيدا ، قال : فغدوت إلى أبي بكر ، فقصصتها عليه ، فقال : يا غلام انطلق إلى أبي حفص فادعه ، فلمّا جاء قال : يا عوف أقصصها كما رأيتها ، فلمّا أثبت أنه خليفة من خلفاء الله عزوجل قال عمر : أكلّ هذا يرى النائم؟ قال : ليقصّها عليه كما رأيت ، قال : فقصصتها عليه ، فلما ولي عمر رآني بالجابية ، وإنه ليخطب ، فدعاني عمر فأجلسني ، فلما فرغ من الخطبة قال : قصّ عليّ رؤياك ، فقلت له : ألست قد جبهتني عنها ، قال : خدعتك أيها الرجل ، فلما قصصتها عليه قال : أما الخلافة فقد أوتيت ، ما ترى؟ وأما أن لا أخاف في الله لومة لائمة فإنّي أرجو أن يكون الله عزوجل قد علم ذلك مني ، وأمّا أن أقتل فأنّى لي الشهادة وأنا في جزيرة العرب ، ولقد رأيت مع ذلك كأنّ ديكا ينقر سرّتي وما أمتنع منه بشيء.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد بن الحسن ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي ، نا محمّد بن إسماعيل الخشوعي ، نا إسماعيل بن عليّة ، عن خالد الحذّاء ، عن ابن أشوع عن الشعبي عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال : وربما قال : حدّثنا عوف بن مالك قال :
بينا أسير في الشام على بعير ، ورجل من أهل الذمة يسوق بامرأة معه على حمار ، فلما خلا دحش الحمار ، فصرعت المرأة فتحللها ، فألحقت بعيري فضربت رأسه بالسّوط فإذا
__________________
(١) زيادة لازمة للإيضاح ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٢.
(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٦٩.