علي بن أحمد بن محمّد المؤذن ، أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي (١) ـ إملاء ـ أنا والدي ، نا [أبو] العباس الثقفي ، نا سعيد بن يعقوب أبو بكر الطالقاني ، نا إسماعيل بن عيّاش (٢) ، عن محمّد بن يزيد الرّحبي قال :
قيل لأبي الدّرداء : ما لك لا تشعر ، فإنه ليس رجل له بيت في الأنصار إلّا وقد قال شعرا ، قال : وأنا قد قلت ، فاستمعوا :
يريد المرء أن يعطى مناه |
|
ويأبى الله إلّا ما أرادا |
يقول المرء فائدتي ومالي |
|
وتقوى الله أفضل ما استفادا |
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا القاضي (٣) ، نا أحمد بن العباس العسكري ، نا ابن أبي سعد ، حدّثني محمّد بن إسحاق المسيبي قال : سمعت شيخا يقال له عبد الله ـ وفي نسخة أخرى : عبد الملك ـ بن عمارة من ولد خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين من الأنصار يحدّث أبي أنّ أبا الدّرداء قيل له : إنّ أصحابك قد قالوا الشعر غيرك ، فنكس وأطرق (٤) قليلا ثم قال :
يريد العبد أن يعطى مناه |
|
ويأبى الله إلّا ما أرادا |
يقول المرء فائدتي ومالي |
|
وتقوى الله أفضل ما استفادا |
قالوا : لقد أحسنت ، فزد ، فقال : لا ، إنّما قلت حين قلتم : إنّ أصحابي كلهم قد قالوا ، كرهت أن يعملوا عملا لا أعمله ، وليس الشعر من شأني.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (٥) ، أنا أبي أبو العباس ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن شعيب (٦) النسائي ـ بدمشق ـ أنا محمّد بن رافع ، نا مصعب ـ وهو ابن المقدام ـ نا داود ـ وهو ابن نصر الطائي ـ عن الأعمش ، عن شقيق ، عن أبي الدّرداء قال :
إنّ أبغض الناس إليّ أن أظلمه من لا يجد أن يستغيث عليّ إلّا الله.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد الرازي ، أنا
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٩٥.
(٢) الأصل : عباس ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٣) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا ٣ / ٣٧٣.
(٤) في الجليس الصالح : فنكس أو أطرق.
(٥) الأصل وم : قيس ، تصحيف.
(٦) «أنا أحمد بن شعيب» مكرر بالأصل.