اثنين : إمّا عامل بطاعة الله فيسعد بما شقيت ، وإمّا عامل فيه بمعصية الله فتشقى بما جمعت له ، وليس والله لواحدة منهما بأهل ، فلا تؤثر على نفسك ، ارج لمن مضى منهم رحمة الله ، وارض لمن بقي منهم برزق الله تعالى ، والسلام (١).
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل قالا : أنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (٢) ، نا غير واحد عن معاوية بن قرّة قال : قال أبو الدّرداء :
أضحكني ثلاث ، وأبكاني ثلاث ، أضحكني مؤمل دنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه ، وضاحك بملء فيه ولا يدري أرضى الله أم أسخطه ، وأبكاني فراق الأحبة محمّد وحزبه ، وهول المطلع عند غمرات الموت ، والوقوف بين يدي الله يوم تبدو السريرة علانية ، ثم لا أدري إلى الجنّة أو إلى النار.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحرفي ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار ، نا الهيثم بن خارجة ، نا إسماعيل بن عيّاش (٣) ، عن صفوان بن عمرو (٤) ، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن أبي الدّرداء قال (٥) :
معاتبة الأخ أهون من فقده ، ومن لك بأخيك كله؟ أعط أخاك وهب له ، ولا تطع فيه كاشحا فيكون مثله ، غدا يأتيه الموت فيكفيك قبله ، كيف تبكيه في الممات وفي الحياة تركت وصله؟
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي الحسين بن صفوان.
ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني ، وأبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران ، قالا : أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٦) ، قالا : أنا عبد الله بن
__________________
(١) رواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٢١٦.
(٢) رواه ابن المبارك في الزهد والمبارك ص ٨٤ رقم ٢٤٩.
(٣) الأصل : عباس ، وفي م بدون إعجام.
(٤) الأصل وم : «صفوان بن عمر» والتصويب عن الحلية.
(٥) حلية الأولياء ١ / ٢١٦.
(٦) في م : «اللباني» ، وفي الأصل : «اللبناني» كلاهما تصحيف.