إبراهيم بن جعفر ، قالا : نا أبو العباس الأصم ، نا العباس بن محمّد ، نا يحيى بن معين ، نا غندر ، نا شعبة قال : سمعت حميدا الأوزاعي قال : قال رجل من رهط أبي الدّرداء ـ شاعر ـ :
لو لا ثلاث هنّ من حاجة الفتى |
|
أجدك لم أجعل متى قاما رامسي |
فقال أبو الدّرداء : لكني لا أقول كما قال :
لو لا ثلاث ما باليت متى متّ لو لا أن أسير غازيا في سبيل الله ، أو أعفّر وجهي في التراب ، ولو لا أن أقاعد قوما يلتقطون طيب الكلام ـ قال سعيد : أو قال حسن الكلام ـ كما يتلقط طيّب الثّمر ، ما باليت متى متّ.
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحاج الشاهد ، نا أبو الفضل محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن الحارث الرملي ، نا أبو المنذر محمّد بن سفيان ، نا إبراهيم بن خلف ، عن عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن سعيد بن أبي أيوب (١) ، حدّثني عبد الله بن الوليد ، عن أبي خليد الحجري (٢) ، عن أبي الدّرداء أنه قال :
لو لا ثلاث خلال ما أحببت أن أبقى في الدنيا ، قلت : وما هنّ؟ قال : وضعي وجهي ساجدا لخالقي جلّ وعلا في اختلاف الليل والنهار يكون مقدمة لحياتي ، وظمأ الهواجر ، ومقاعدة أقوام ينتقون في الكلام كما تنتقى الفواكه ، وتمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى (٣) في مثقال ذرّة ، ويترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما ، ويكون حاجزا بينه وبين الحرام إن الله [تعالى] قد بيّن للعباد الذين هم إليه صائرون ، قال الله عزوجل : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)(٤) ولا تحقرنّ شيئا من الشرّ أن تتقيه ، ولا شيئا من الخير أن تفعله.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي ، نا عبد الله بن أحمد بن
__________________
(١) رواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٢١٢ من طريق عباس بن جليد الحجري عن أبي الدرداء. وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣٤٩.
(٢) الحجري : بفتح المهملة وسكون الجيم ، تقريب التهذيب.
وفي حلية الأولياء : «عباس بن جليد الحجري» وراجع ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٤٥٢ ، لم يذكر كنيته.
(٣) في الحلية : حتى يتقيه في مثل مثقال ذرة.
(٤) سورة الزلزلة ، الآيتان ٧ و ٨.