كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد ، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس بن الأصم ، نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن خيثمة قال : قال أبو الدّرداء :
كنت تاجرا قبل أن يبعث محمّد صلىاللهعليهوسلم ، فزاولت التجارة والعبادة ، فلم يجتمعا ، فاخترت العبادة وتركت التجارة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد قال : سألت يحيى عن حديث خيثمة ، عن أبي الدّرداء قال : كنت تاجرا قبل أن يبعث النبي صلىاللهعليهوسلم؟ فقال : هذا مرسل.
وقد روي من وجه آخر منقطع.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا أبو سعيد الأشج ، نا المحاربي ، عن العلاء بن المسيّب ، عن عمرو بن مرّة ، قال : قال أبو الدّرداء :
بعث النبي صلىاللهعليهوسلم وأنا تاجر ، فأردت أن يجتمع مع العبادة فلم يجتمعا ، فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة ، والذي نفسي أبي الدّرداء في يده ما أحبّ أنّ لي اليوم حانوتا على باب المسجد لا تخطئني فيه صلاة ، أربح فيه كل يوم أربعين دينارا أتصدّق في سبيل الله ، قيل له : لم يا أبا الدّرداء؟ وما تكره من ذاك؟ قال : شدة الحساب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن نصر بن يحيى ، نا علي بن عثمان بن نفيل ، نا أبو مسهر ، نا سعيد ـ يعني ابن عبد العزيز (١) ـ.
أنّ أبا الدّرداء أسلم بعد بدر ، وشهد أحدا ، وأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمره أن يردّ من على الجبل ، فردهم وحده.
أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٣٨ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص ٣٩٩) وتهذيب الكمال ١٤ / ٤٦٦.