مجلس الجامعة تنفيذ مقررات بلودان السرية في حال تطبيق أي حل من شأنه أن يمس حقّ فلسطين في أن تكون دولة عربية مستقلة. كما أشار إلى ضرورة اتخاذ دول الجامعة احتياطات عسكرية على حدود فلسطين ، وأن تؤدي ما يترتب عليها من مساعدات مادية ومعنوية لعرب فلسطين. كما قرر تشكيل لجنة عسكرية تساعد على تهيئة وسائل الدفاع وتنظيمها وتجنيد الفلسطينيين وتدريبهم. وتمّ الاتفاق على أن تبقى الجيوش العربية مرابطة على حدود فلسطين ، فلا تدخلها إلّا إذا تلقى اليهود مساعدة أجنبية ، وتعرض عرب فلسطين للخطر. وأشارت اللجنة العسكرية إلى وجوب تحمل الفلسطينيين عبء الدفاع عن بلادهم ، على أن تزودهم الحكومات العربية بالمال والسلاح والخبراء ، ولا مانع من الاستعانة بالمتطوعين العرب.
واتخذت اللجنة العسكرية من دمشق مقرّا لها ، وبدأت حركة واسعة للتطوع في الأقطار العربية ، واستخدم معسكر قطنا ، بالقرب من دمشق ، لتدريب المتطوعين من فلسطين والأردن وسورية ولبنان والعراق ومصر. وتشكلت اللجنة من : ١) أمير اللواء الركن إسماعيل صفوت (العراق) ؛ ٢) المقدم محمود الهندي (سورية) ؛ ٣) المقدم الركن شوكت شقير (لبنان) ؛ ٤) الأستاذ عزة دروزة (فلسطين) ؛ ٥) اللواء طه الهاشمي (العراق) كمفتش عام للمتطوعين. كما تشكلت لجنة أخرى للإشراف على إنفاق المال من : محمود الهندي وصبحي الخضرا (فلسطين) وإسماعيل صفوت وبهجت طبارة (الأردن) وشوكت شقير. وتوزعت الدول العربية المساهمة المالية بالنسب التالية : مصر ٤٢% ، والمملكة العربية السعودية ٢٠% ، وسورية ١٢% ، ولبنان ١١% ، والعراق ٧% ، والأردن ٥% ، واليمن ٣%. وفي البداية انحصر نشاط اللجنة العسكرية ، بعد اعتراض بريطانيا على خطتها ، كونها لا تزال الدولة المنتدبة على فلسطين ، في تزويد بعض المناطق الفلسطينية بالسلاح ، وتجميع المتطوعين وتدريبهم ، وتشكيل وحدات مقاتلة منهم. وفي الواقع ، لم تحصل هذه اللجنة على كل ما وعدت به من مجلس الجامعة من مال وسلاح.
وعندما اتخذ قرار التقسيم بتاريخ ٢٩ تشرين الثاني / نوفمبر ١٩٤٧ م ، أعلنت الحكومة البريطانية قبولها به ، ووعدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على تنفيذه ، شرط أن يتم ذلك بطريقة نظامية. أمّا في فلسطين والأقطار العربية ، فقد طغت موجة من الاستنكار والسخط ، جرى التعبير عنها بالإضراب الشامل والمسيرات الصاخبة ، التي تخللتها صدامات دموية. وأعلنت الهيئة العربية العليا يوم ٢٩ تشرين الثاني / نوفمبر يوم حداد ، كما أعلنت الإضراب ثلاثة أيام (٢ ـ ٤ كانون الأول / ديسمبر ١٩٤٧ م). وهاجم المتظاهرون السوق التجاري اليهودي (الشماعة) في القدس ، كما وقعت صدامات في