فانظر إلى شارعها في الطول |
|
من منتهى الدور إلى القاطول |
كيف غدت تهوي به المباني |
|
كالرجم في النجم بلا توان |
وقال محمّد خداوند شاه في خاتمة روضة الصفا : لمّا ولي المتوكّل زاد في عمارة سامرّاء وكان حريصا به جدّا فأسّس بناء قصر لم ير مثله في بلاد العرب والعجم في العظمة والارتفاع والزينة سماّه قصر الجعفري ، ثمّ إنّه لمّا أمر بهدم قبر الحسين عليهالسلام ومنع الزوّار عن زيارته لم تنقض الأيّام والليالي إلّا وخربت قصور الجعفري كأنّها لم تكن شيئا مذكورا ، فمحا الحدثان معالمها ، وعفت العواصف آثارها.
هذه كلمات أرباب التاريخ في وصف قصر الجعفري سردناها لك ومنها يتّضح لك اتضاحا أنّ البناء الموجود الذي يبعد عن سامرّاء الحاليّة نحو ألفين وخمسمائة متر من جهة الشمال ليس من آثار قصر الجعفري كما زعمه الأستاذ توفيق الفكيكي زاعما أنّه يعرف اليوم باسم الخلفاء عند أهالي سامرّاء ؛ لأنّ قصر الجعفري كما عرفت آنفا أمر المنتصر بهدمه وهدم منازله بحيث لا يبقى له أثر وكأنّه لم يكن شيئا مذكورا وهذا البناء الموجود اليوم كأنّه واقع في قبّة البلدة على حسب الآثار ، وقصر الجعفري كان في خارج سامرّاء ، وقد سمعت آنفا أنّ البناء من قصر الجعفري اتصل إلى الموضع المعروف بالدور ثمّ بالكرخ ثمّ بسرّ من رأى مادّا إلى الموضع الذي كان ينزله ابنه المعتزّ ، والمعتزّ كان خلف المطيرة المعروف بقصر بزكوار ، فالقاصد إلى الجعفري من بزكوار يمرّ أوّلا بسرّ من رأى ثمّ بالكرخ ثمّ بالدور ثمّ بالجعفري. وأمّا البناء الموجود فمن خرج إليه من سامرّاء الحاليّة يصل إليه أوّلا ثمّ يمرّ إلى الكرخ ثمّ الدور ، والله أعلم بحقائق الأمور. ويحتمل أن يكون هذا البناء من آثار قصر الحير كما ستعرف بعد هذا.
ونشر الأستاذ الفكيكي في مجلّة الحضارة النجفيّة مقالة في صفة قصر الجعفري قال : لمّا انتضى سيف عزمه ـ أي المتوكّل ـ في إنشاء وتأسيس هذا القصر هدم من