تقدّم في محلّه ، ويدخل الخارج من الرواق في مسجد واقع على عرش السرداب المطهّر لا يقلّ طوله عن خمسة وعشرين مترا وعرضه عن خمسة أمتار ، وارتفاعه عن ثمانية أمتار ، وهذا المسجد هو اليوم بيد أبناء العامّة من أهل سامرّاء ويقيمون فيه الجمعة والجماعة ، وعليه قبّة عالية ملوّنة بالقاشاني ذي الألوان على ألطف نقش وبديع فنّ ، وهذا البناء من الآثار الباقية للأمير السلطان حسين قلي خان بن أحمد خان الدنبلي الآتي ذكره.
صفة البهو والمأذنتين
للبهو الذي يعرف باسم الأيوان والطارمة مرتفع عن أرض الصحن قدر متر ويبلغ طوله ثلاثة وثلاثين مترا وعرضه عشرة أمتار مفروش بالرخام ، ولا يقلّ ارتفاعه عن عشرة أمتار مفروش بالرخام ، وجدرانه قدر متر ونصف مكسوّة بالرخام ، والباقي بالقاشاني ذي الألوان على بديع فنّ وأحسن تركيب ، وكان مكشوفا مثل بهو النجف الأشرف إلى عصرنا الحاضر ، فقام بتسقيفه الشهم الهمام أحد زعماء الفرات الشيخ عبد الواحد المعروف بالتقى والصلاح والجود والسماح فأنفق أموالا جليلة حتّى سقّفه على أحسن تركيب ، رحمهالله رحمة واسعة.
وفي ركنيه مأذنتان مرصّعتان بالقاشاني أيضا ذي الألوان ، ارتفاع كلّ واحد منهما لا يقلّ عن خمسة وعشرين مترا ، مكتوب عليهما «بسم الله الرحمن الرحيم» والكتابة كالنطاق على حدّ وقوف المؤذّن ، وهما مكشوفتا الرأس بخلاف مآذن سائر العتبات فإنّها مسقّفات ، وفي عصرنا من أعلاهما إلى أسفلهما مطلّى بالذهب ، والأيوان الذي يدخل منه الزائر إلى الرواق في وسط هذا البهو سقفه مطلّى بالجصّ الأبيض ، وجدرانه مزدانة بالمرايا ذوات أشكال هندسيّة مختلفة بديعة ، وعلى جبهة الأيوان مكتوب اسم أحمد خان الدنبلي بلون أصفر جلي ، وسائر الكتابة