وغصب الحقوق ، وما أوقع على آل الرسول من الحبس والقتل والسمّ والإجلاء سيّما موسى بن جعفر عليهماالسلام ، وقتله ستّين علويّا في ليلة واحدة وعذره على يحيى بن عبد الله العلوي صاحب الديلم ، وقتله في الحبس ، وقتله إدريس بن عبد الله الحسن المثنّى وعبّاس بن محمّد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين عليهمالسلام ، وايقاعه بالبرامكة. وهو أوّل خليفة لعب بالشطرنج من بني العبّاس ، وأوّل خليفة يلعب بالصولجة والكرة ، ورمى النشّاب في البرجاس ، واوّل من جعل للمغنّين مراتب وطبقات. وقال الجاحظ : اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره : وزرائه البرامكة ، وقاضيه أبو يوسف ، وشاعره مروان بن أبي حفصة ، ونديمه العبّاس بن محمّد عمّ أبيه ، وحاجبه الفضل بن الربيع ؛ أنبه الناس وأعظمهم ، ومغنّيه إبراهيم الموصلي ، وزوجته زبيدة ، وله أخبار ونوادر كثيرة سيأتي في محلّها.
[ترجمة المعتصم]
أمّا المعتصم هو أبو إسحاق محمّد بن الرشيد ، ثامن الخلفاء العبّاسيّين ، ولد سنة ثمانين ومائة ، وأمّه أمّ ولد واسمها مارده ، عاش ثمانيا وأربعين سنة ، ومات لثمان بقين من ربيع الأوّل بسامرّاء ودفن فيها سنة سبع وعشرين ومأتين ، وبويع له بالخلافة بعد المأمون في شهر رجب سنة ثمان عشر ومأتين ، ومدّة ملكه ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيّام. ويقال له : المثمّن ؛ لأنّه ثامن الخلفاء ، والثامن من ولد العبّاس ، وثامن أولاد الرشيد ، وخلافته ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيّام ، وعاش ثمانيا وأربعين سنة ، وطالعه العقرب وهو ثامن البروج ، وفتح ثمانية فتوحات ، وقتل ثمانية ملوك ، ووقع في خدمته ثمانية ملوك من العجم ، وخلّف ثمانية بنين وثماني بنات ، وخلّف من الذهب ثمانية آلاف دينار ، ومن الدراهم ثمانية