تعيين درجة سامرّاء
قال الحموي في المعجم : سرّ من رأى مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة وقد خربت.
وقال أبو سعيد : سامراء بلد على دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا يقال لها سرّ من رأى فخفّفها الناس وقالوا سامرّاء ؛ وهي في الإقليم الرابع طولها تسع وستّون درجة وثلثا درجة ، وعرضها سبع وثلاثون درجة وسدس تعديل نهارها أربع عشرة ساعة ، غاية ارتفاع الشمس بها تسع وسبعون درجة وثلث ، ظلّ الظهر درجتان وربع ، ظلّ العصر أربع وعشرة درجة ، بين الطولين ثلاثون درجة ، سمت القبلة إحدى عشرة درجة وثلاث عشرة ، وبها السرداب المعروف في جامعها الذي تزعم الشيعة أنّ مهديّهم يخرج منه.
أقول : الشيعة لا يزعمون أنّ مهديّهم يخرج من السرداب وإنّما نسب إليهم ذلك من أراد نبزهم بهذه الخرافات التي هم بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف ، وحاشاهم عن مثل هذه التلفيقات التي لفّقها من أراد الحطّ من كرامتهم ، بل اتفقت أحاديثهم على أنّ المهدي عجّل الله تعالى فرجه يكون بدء ظهوره في مكة المعظّمة في دار هجرته الكوفة ولا ينكر الشيعة أنّ بعض الأولياء تشرّفوا بخدمته عجّل الله تعالى فرجه في السرداب كما سنتلو عليك فيما بعد.
وقد تبع صاحب المعجم في هذه النسبة الكاذبة صاحب كتاب مراصد الاطلاع