فلمّا رأينا بناء الإما |
|
م رأينا الخلافة في دارها |
بدايع لم ترها فارس |
|
ولا الروم في طول أعمارها |
ولا يوم ما شيد الأوّلو |
|
ن وللفرس آثار أحرارها |
وكنّا نحسّ لها نخوة |
|
فطامنت نخوة جبّارها |
وأنشأت تحتجّ للمسلمين |
|
على ملحديها وكفّارها |
صحون تسافر فيه العيو |
|
ن إذا ما تجلّت لأبصارها |
وقبّة ملك كأنّ النجو |
|
م تضيء إليها بأسرارها |
نظمن الفسافس نظم الحلي |
|
لعوب النساء وأبكارها |
لو أنّ سليمان أدّت له |
|
شياطينه بعض أخبارها |
لأيقن أنّ بني هاشم |
|
تقدّمها فضل أخطارها |
قال اليعقوبي في البلدان (١) : عزم المتوكّل أن يبني مدينة ينتقل إليها وتنسب إليه ويكون له بها الذكر ، فأمر محمّد بن موسى المنجّم ومن يحضر بابه من المهندسين أن يختاروا موضعا ، فوقع اختيارهم على موضع يقال له الماحوزة ، وقيل له : إنّ المعتصم قد كان على أن يبني هاهنا مدينة ويحفر نهرا قد كان في الدهر القديم ، فاعتزم المتوكّل على ذلك وابتدأ النظر فيه في سنة ٣٤٥ ووجّه في حفر ذلك النهر ليكون وسط المدينة فقدّر النفقة على ألف ألف وخمسمائة ألف دينار ، فطاب نفسا بذلك فرضي به ، وابتدأ الحفر وأنفقت الأموال الجليلة على ذلك النهر واختطّ موضع قصوره ومنازله ولاة عهوده وسائر أولاده وقوّاده وكتّابه وجنده والناس كافّة ، ومدّ الشارع الأعظم من دار أشناس التي بالكرخ وهي التي صارت للفتح ابن خاقان مقدار ثلاثة فارسخ إلى قصوره ، وجعل دون قصوره ثلاثة أبواب
__________________
(١) البلدان : ٣٢.