البحتري لمّا وصف هذا القصر لم أجد أثر آخر ينطبق عليه وصف البحتري وإنّ هذا القصر يقع خارج سامرّاء في ساحة خضراء مليئة الأشجار المورقة والمزهرة والمثمرة ، وهذا نصّ أبيات البحتري في وصف القصر :
شجر على خضر ترفّ غصونه |
|
من مزهر أو مثمر أو مورق |
وكأنّ قصر الساج حلّة عاشق |
|
برزت لوامقها بوجه مونق |
قصر تكامل حسنه في قلّة |
|
بيضاء واسطة لبحر محدق |
دانى المحل فلا المزار بشاسع |
|
عمّن يزور ولا الفناء بضيّق |
قدّرته تقدير غير مفرّط |
|
وبنيته بنيان غير مشفّق |
ووصلت بين الجعفريّ وبينه |
|
بالنهر يحمل من جنوب الخندق |
|
||
نهر كأنّ الماء في حجراته |
|
إفرند متن الصارم المتأنّق |
فإذا الرياح لعبن فيه بسطن من |
|
موج عليه مدرّج مترقرق |
ألحقه يا خير الورى بمسيره |
|
وامدد فضول عبابه المتدفّق |
قصر الجعفري
قال الحموي في المعجم في حرف الجيم : بناه جعفر المتوكّل على الله ابن المعتصم قرب سامرّاء قصرا بموضع يسمّى الماحوزة فاستحدث عنده مدينة وانتقل إليها وأقطع القوّاد منها قطايع فصارت أكبر من سامرّاء ، شقّ إليها نهرا فوهته على عشرة فراسخ من الجعفري يعرف بجبّة دجلة ، وفي هذا القصر قتل المتوكّل في شوّال سنة ٢٤٧ فعاد الناس إلى سامرّاء.
وفي كتاب أبي عبد الله بن عبدوس قال : وفي سنة خمس وأربعين ومائتين بنى المتوكّل الجعفري وأنفق عليه ألفي ألف دينار ، وكان المتولّي لذلك دليل بن يعقوب النصراني كاتب بغا الشرابي ، وكان كلّ دينار في أيّام المتوكّل خمسة وعشرين درهما.