الأحمر ويجعلوا بعضه على بعض وسط برية واسعة هناك ، فلمّا فعلوا ذلك صار مثل جبل عظيم ثمّ صعد فوقه واستدعى أبا الحسن الهادي عليهالسلام وقال : استحضرتك لنظارة خيولي وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الأسلحة وقد عرضوا بأحسن زينة وأتمّ عدّة وأعظم هيئة وكان غرضه أن يكسر قلب كلّ من يخرج عليه ، وكان خوفه من أبي الحسن عليهالسلام أن يأمر أحدا من أهل بيته أن يخرج على الخليفة. فقال له أبو الحسن : وهل تريد أن أعرض عليك عسكري؟ قال : نعم. قال : فدعا الله سبحانه وتعالى فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون ، فغشي على الخليفة ، فقال له أبو الحسن عليهالسلام لمّا أفاق من غشوته : نحن لا ننافسكم في الدنيا ، نحن مشتغلون بأمر الآخرة ، فلا عليك منّي ممّا تظنّ بأس ؛ فلأجل ذلك سمّي الإمام أبو الحسن عليّ الهادي عليهالسلام بالعسكري.
قصر الدكّة
وكان في الحدود الشماليّة الغربيّة لساحة الحير قصر سمّي بالدكّة على ما ذكر في ريّ سامرّاء ، وقال : كان هذا القصر يقع على ضفة نهر القاطول الكسروي اليمنى في شرقي تلّ العليق وكان أمامه بركة مدوّرة تستمدّ مياهها من فرع ينشعب من قنات سامرّاء وهي القناة التي حفرها المتوكّل لإيصال مياه دجلة إلى مدينة سامرّاء كما كانت أمامه ساحة واسعة تبلغ مساحتها حوالي ١٥٠٠ دونم (مشارة) وكانت الساحة مدوّرة بجدار على شكل مستطيل قائم الزوايا يمتدّ الضلع الشمالي مسافة حوالي كيلومترين ونصف بين ضفة القاطول الكسروي وتلّ العليق.
إلى أن قال : وقد ذكر الطبري موقع الدكّة فيما رواه عن حادثة صالح بن وصيف سنة ٢٥٦ ، وجاء ذكر موقع قصر الدكّة أيضا بمناسبة أخرى في الطبري ويرجّح أن يكون قصر الدكّة المذكورة القصر الذي كان يعرف باسم قصر الساج بدليل أنّ