الحريق الثاني
لمّا احترق الضريحان اللذان أهداهما المستنصر إلى العسكريّين عليهماالسلام وهو الحريق الثاني صار ذلك فتنة لضعفاء العقول من الفريقين وهتفوا بما لا يليق بشأن الأئمّة عليهمالسلام كما أشار إليه العلّامة المجلسي قدسسره في آخر المجلّد الثاني عشر من البحار ، قال : قد وقعت داهية كبرى وفتنة عظمى في سنة ١١٠٦ في الروضة المنوّرة بسرّ من رأى وذلك أنّه لغلبة أجلاف العرب على سرّ من رأى وقلّة اعتنائهم بإكرام الروضة المقدّسة وأجلّاء السادات والأشراف لظلمهم عليهم ووضعوا ليلة من الليالي سراجا داخل الروضة المطهّرة في غير المحلّ المناسب له فوقعت من الفتيلة نار على بعض الفرش أو الأخشاب ولم يكن أحد في حوالي الروضة فيطفيها فاحترقت الفرش والصناديق المقدّسة والأخشاب والأبواب ، وصار ذلك فتنة لضعفاء العقول من الشيعة والنصّاب من المخالفين ، جهلا منهم بأنّ أمثال ذلك لا يضرّ بحال هؤلاء الأجلّة الكرام ، ولا يقدح في رفعة شأنهم عند الملك العلّام ، إنّما ذلك غضب على الناس ، ولا يلزم ظهور معجزة في كلّ وقت وإنّما هو تابع للمصالح الكلّيّة والأسرار في ذلك خفيّة ، وفيه شدّة تكليف وافتتان وامتحان للمكلّفين ، وقع مثل ذلك في الروضة المقدّسة النبويّة بالمدينة أيضا.
قال الشيخ الفاضل الكامل السديد يحيى بن سعيد قدّس الله روحه في كتاب جامع الشرايع في باب اللعان : إنّه إذا وقع بالمدينة يستحبّ أن يكون بمسجدها عند منبره. ثمّ قال : في هذه السنة وهي سنة أربع وخمسين وستّمائة في شهر رمضان احترق المنبر وسقوف المسجد ثمّ عمل بدل المنبر.
وقال صاحب كتاب عيون التواريخ من أفاضل المخالفين ، في وقايع السنة الرابعة والخمسين والستّمائة : ليلة الجمعة أوّل ليلة من شهر رمضان احترق مسجد