رسول الله صلىاللهعليهوآله في المدينة وكان ابتداء حريقه من الزاوية الغربيّة من الشمال ، وكان أحد السدنة قد دخل إلى خزانته ومعه نار فتعلّق به بعض الآلات ثمّ اتصلت بالسقف سرعة ثمّ دبّت في السقوف وأخذت مقبلة فأعجز الناس عن قطعها ، فما كان إلّا ساعة حتّى احترقت سقوف المسجد أجمع ، ووقع بعض أساطينه وذاب رصاصها ، وكلّ ذلك قبل أن ينام الناس ، واحترق سقف الحجرة النبويّة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، ووقع ما وقع منه بالحجرة ، وبقي على حاله وأصبح الناس يوم الجمعة فعزلوا موضع الصلاة.
وقال : والقرامطة هدموا الكعبة ونقلوا الحجر الأسود ونصبوه في مسجد الكوفة.
وفي كلّ ذلك لم تظهر معجزة ظاهرة في ذلك الحال ولم يمنعوا من ذلك على الاستعجال ، بل ترتّب على كلّ منها آثار غضب الله تعالى مثل استيلاء بخت نصّر على بيت المقدّس وتخريبه إيّاه وهتك حرمته له مع أنّه كان من أبنية الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام وأعظم معابدهم ومساجدهم ، وقبلتهم في صلاتهم ، وقتل آلافا من أصفياء بني إسرائيل وصلحائهم وأحبارهم ورهبانهم ، وكلّ ذلك لعدم متابعتهم للأنبياء عليهمالسلام وترك نصرتهم والاستخفاف بشأنهم وشتمهم وقتلهم ، انتهى.
وستأتي قصّة القرامطة بأنّهم نقلوا الحجر الأسود إلى هجر وهي بلدة من بلاد البحرين وبقي عندهم عشرين سنة ثمّ ردّوه إلى مكانه ، ووقعة الحرّة وما فعله مسلم ابن عقبة بالمدينة ومسجدها مشهور مسطور ، وحكاية الحجّاج بن يوسف الثقفي وإحراقه بيت الله الحرام أشهر من أن يذكر ، ولم تظهر مع ذلك معجزة.
وذكر أبو الفداء في حوادث سنة ٤٩٤ من تاريخه أنّ الفرنج حاصروا القدس نيّفا وأربعين يوما وملكوه لسبع بقين من شعبان من هذه السنة ، ولبث الفرنج يقتلون