والحسن عليهماالسلام كانا محبوسين في سامرّاء ، منقطعين عن أهل الدنيا ومع ذلك مشهدهما بهذه الصفة يؤمّه الرجال والنساء زرافات ووحدانا من كلّ فجّ عميق؟! فقال المستنصر : هذا أمر سماوي ليس بأيدينا ، ثمّ رأيت هذه الحكاية في المجلّد الثالث من كشف الغمّة ص ٣٠٩.
وقال ابن الفوطي عطفا على عبارته السابقة : وقد قال في ذلك ـ أي في احتراق الضريح ـ السيّد الفقيه جمال الدين أحمد بن موسى ابن طاوس الحسني كلاما بديعا وجمع فيه جزأ نظما ونثرا ، منه : لا يلزم من الحادث المتجدّد قدح في شرف من انتظمت هاتيك الأعواد على مقدّس جثّتيهما بل قد يكون في ذلك برهان واضح شاهد بجلالتيهما روحي من وقعت الإشارة إليهما خالية من عرصات اللحود ، ساكنة في حضرة المعبود ، والشرف التامّ لجواهر النفوس دون من عداها عند من يذهب إلى وجود معناها. وقد ذكر في التواريخ أنّ صاعقة سماويّة نزلت في المسجد الحرام ولم يقدح ذلك في شرفه ، وللسيّدين صلوات الله عليهما مناقب مذكورة ، ومفاخر مشهورة ، تحتوي عليها الكتب ، تشهد بحراستهما من الوهن ، ونزاهتهما من الطعن :
فمن ذلك ما رواه أبو عمرو الزاهد في أخباره عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام إنّه قال : محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله الشجرة العالية الكريمة الجليلة المباركة الطيّبة ، وبنو هاشم أغصانها ، والحسن والحسين عليهماالسلام ثمرتها ، ومحبّو بني هاشم ورقها ؛ فمن تعلّق بغصن من أغصانها أو شجنة من شجنتها ، أو بورقة من أوراقها ، أو استظلّ بظلّها فاز ونجا ، ومن تخلّف عنها هلك وضلّ.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناد يرفعه إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله أخذ بيد الحسن والحسين عليهماالسلام فقال : من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي في درجتي في الجنّة.