خيوله ، وكان في عنق الفرس قلادة من الذهب مع خلعة سنيّة ، وأقطعه قرى من نواحي بغداد ، وكان يعظّم الشيخ المفيد غاية التعظيم ، فلمّا توفّي المفيد رحمهالله مشى خلف جناته حافيا حاسرا.
وجاء في آثار الشيعة للجواهري أنّ عضد الدولة رحمهالله أخذ الفقه على مذهب الإماميّة وكان يزوره في موكبه العظيم ، ولمّا توفّي المفيد رحمهالله مشى بخاصّته خلف تابوته حافيا ؛ إجلالا له.
وجاء في وفيات الأعيان لابن خلّكان في حرف الفاء أنّ عماد الدولة لمّا مرض بفارس أتاه أخوه ركن الدولة واتفقا على تسليم فارس إلى عضد الدولة. قال : وآل بويه كلّهم مع عظم شأنهم وجلالة قدرهم لم يبلغ أحد منهم ما بلغه عضد الدولة من سعة المملكة والاستيلاء على الملوك وممالكهم فإنّه جمع بين مملكة المذكورين كلّهم وضمّ إلى ذلك الموصل وبلاد الجزيرة وغير ذلك ، ودانت له العباد والبلاد ، ودخل في طاعته كلّ صعب القياد ، وهو أوّل من خوطب بالملك في الإسلام ، وأوّل من خطب له على المنابر ببغداد بعد الخليفة ، وكان من جملة ألقابه تاج الملّة.
ولمّا صنّف أبو إسحاق الصابي كتاب التاجي في أخبار بني بويه أضافه إلى هذا اللقب وكان عضد الدولة فاضلا محبّا للفضلاء مشاركا في عدّة فنون ، وصنّف له الشيخ أبو علي الفارسي كتاب الإيضاح والتكملة في النحو ، وقصده فحول الشعراء في عصره ومدحوه بأحسن المدائح ، فمنهم أبو الطيب المتنبّي ورد عليه وهو بشيراز في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وفيه يقول من جملة قصيدته المشهورة الهائيّة :
وقد رأيت الملوك قاطبة |
|
وسرت حتّى رأيت مولاها |
ومن مناياهم براحته |
|
يأمرها فيهم وينهاها |
أبا شجاع بفارس عضد الدو |
|
لة فنا خسرو شهنشاها |