معزّ الدولة أبو الحسن أحمد بن بويه
تقدّم في العمارة الثالثة.
عضد الدولة أبو شجاع فنا خسرو
ابن ركن الدولة حسن بن بويه ، وكان من ألقابه تاج الملّة ، والملك الكبير ، وهو أوّل من تسمّى بالملك في الإسلام ، أبعد ملوك آل بويه صيتا وأفخرهم مجدا ، وأكملهم علما وأدبا ، وكان قد ملك ما ملكه أهله وأضاف إليه الموصل والجزيرة ودمشق ، وخطب له بحلب وبغداد وملك فارس وكرمان وأصبهان والبصرة والأهواز والبحرين ، وقام به سوق العلم والأدب.
قال السيوطي في طبقات النحاة : إنّ عضد الدولة هو أحد العلماء بالعربيّة والأدب ، وكان فاضلا نحويّا شيعيّا ، له مشاركة في عدّة فنون ، وله في العربيّة أبحاث حسنة وأقوال ، ونقل عنه ابن هشام الخضراوي في الإفصاح أشياء.
وقال أبو شجاع محمّد بن الحسين الملقّب بظهير الدين في كتاب تجارب الأمم لأبي علي أحمد بن محمّد المعروف ب «ابن مسكويه» الشيعي الإمامي : كان عضد الدولة ملكا كامل العقل ، شامل الفضل ، حسن السياسة ، كثير الإصابة ، قليل السقطة ، شديد الهيبة ، بعيد الهمّة ، ثاقب الرأي ، صائب التدبير ، محبّا للفضائل ، مجتنبا للرذائل ، باذلا في مواطن العطاء ، كأن لا سخاء بعده ، مانعا في أماكن الحزم ، حتّى كأن لا جود عنده ، يستصغر الكبير من الأمر ، ويستهون العظيم من الخطب ، إلى آخر ما أطنب في مناقبه.
وجاء في مجالس القاضي الشهيد أنّ المفيد قدسسره لمّا ناظر القاضي عبد الجبّار المعتزلي في مبحث الإمامة وألزمه وأفحمه أعطاه عضد الدولة فرسا من جياد