فيما لا بدّ منه ، وكان يحامي على أهل البيوتات ويجري عليهم الأرزاق ويصونهم عن التبذّل ، وكان يقصد المساجد الجامعة في شهر الصيام ويجلس لردّ المظالم ، ويتعهّد العلويّين بالأموال الكثيرة ، ويتصدّق على ذوي الحاجات بما يغنيهم ، ويلين جانبه للخاصّ والعام.
قال أبو الفداء في تاريخه في حوادث سنة ٣٦٦ : أصيب به الدين والدنيا لاستكمال خصال الخير فيه ، وعقد لولده فخر الدولة على همذان وأعمال الجبل ، ولولده مؤيّد الدولة على أصبهان وأعمالها وجعلها تحت حكم أخيهما عضد الدولة في هذه البلاد.
قال ابن خلّكان : هو صاحب أصبهان والري وهمذان وجميع عراق العجم ، وهو والد عضد الدولة ومؤيّد الدولة وفخر الدولة ، وكان ملكا جليلا عظيم المقدار ، عالي الهمّة ، رزق السعادة في أولاده الثلاثة وقسّم عليهم الممالك فقاموا بها أحسن قيام.
قال القرماني : إنّ الحسن بن بويه سار سيرة حسنة.
وجاء في كتاب مجالس المؤمنين للقاضي الشهيد أنّ ركن الدولة أرسل إلى أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي رحمهالله واستدعى قدومه فلمّا قدم إليه سأل منه مسائل تتعلّق بالمذهب الجعفري فوجده مليّا بحرا موّاجا فعظم في عينه فأكرمه وأعطاه جوائز سنيّة وأقطعه أقطاعا (١). ثمّ توفّي ركن الدولة ليلة السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرّم سنة ستّ وستّين وثلاثمائة بالري ، ودفن في مشهده وقد تجاوز عمره سبعين سنة.
__________________
(١) أنظر تفصيل المسألة مع أجوبتها في روضات الجنّات في ترجمة محمّد بن علي بن بابويه المذكور.