بلد
هي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل ، بينهما سبعة فراسخ ، وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون فرسخا. وربّما قيل لها بلط ـ بالطاء ـ وإنّما سمّيت بلط لأنّ الحوت ابتلعت يونس عليهالسلام في نينوى مقابل الموصل وبلطته هناك.
الموصل
من أمّهات بلاد العراق وأحد قواعد الإسلام قليل النظير كبرا وعظما وكثرة خلق وسعة رفعة ، فهي محطّ رحال الركبان ومنها يقصد إلى جميع البلدان ، فهو باب العراق ، ومفتاح خراسان ، ومنها يقصد إلى آذربيجان.
قال : وكثيرا ما سمعت أنّ بلاد الدنيا العظام ثلاثة : نيسابور لأنّها باب الشرق ، ودمشق لأنّها باب الغرب ، والموصل لأنّ القاصد إلى الجهتين قلّ ما يمرّ بها.
قالوا : وسمّيت الموصل لأنّها وصلت بين الجزيرة والعراق.
وقيل : بل الملك الذي أحدثها كان يسمّى الموصل.
وهي مدينة قديمة الأسّ على طرف دجلة ، ومقابلها من الجانب الشرقي نينوى ، وفي وسط مدينة الموصل قبر جرجيس النبي.
وقال أهل السير : إنّ أوّل من استحدث الموصل راوند بن بيوراسف بن الازدهاق.
وقال حمزة : كان اسم الموصل في أيّام الفرس نو أردشير ـ بالنون أو الباء ـ ثمّ كان أوّل من عظّمها وألحقها بالأمصار العظام وجعل لها ديوانا يرأسه ونصب عليه جسرا ونصب طرقاتها وبنى عليه سورا مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم آخر ملوك بني أميّة المعروف بمروان الحمار ، وكانت لها ولاية ورساتيق وكثيرا ما وجدت العلماء يذكرون في كتبهم أنّ الغريب إذا أقام في بلد الموصل سنة تبيّن في