فتقاتل الفريقان وكانت النصرة للمسلمين.
ثمّ أرسل عمر جيشا إلى العراق في سنة ١٤ بقيادة سعد بن أبي وقّاص ومات المثنّى قبل وصول سعد ، فسار سعد بن أبي وقّاص في ثلاثين ألف فارس من بجيلة ونخع وشيبان وربيعة وأخلاط العرب ، فنزل في الحيرة البيضاء وضرب خيامه بظاهرها وأضاف إليه جميع العرب وهم من العراق في ثمانين ألفا ، فأرسل رسولا إلى النعمان بن المنذر صاحب الحيرة فعرض الرسول إحدى الثلاث : الإسلام أو الجزية أو الحرب ، وبعد المفاوضة أجابه النعمان : ليس بيننا إلّا السيف ، فأخبر الرسول سعد بن أبي وقّاص بالجواب ، ثمّ تلاقت جيوش الفريقين واشتدّ القتال بين جيش سعد وبين جيش النعمان بن المنذر فأصيب النعمان بسنان وتجندل ، ولمّا رأى جنود الحيرة ولّوا الأدبار يريدون القادسيّة نحو جيش الفرس وفيه رستم بن اسفنديار ، واحتوى سعد ابن أبي وقّاص على قصر الخورنق والسدير وترك فيهما جميع ما أخذه في الحيرة.
ولمّا رأى جيش الفرس فلول جيش النعمان ونصرة ملك العرب واستخبروا عن أخذ الخورنق والسدير والحيرة تبلبلوا ، فوقف رستم بينهم خطيبا يشجّعهم على القتال وأقبل عليه في هذه التضاعيف أبو موسى الأشعري موفدا من سعد إلى الفرس فعرض عليهم الشهادة أو الجزية أو الحرب ، وهرب في ذلك الليل من عساكر الفرس إلى المسلمين جماعة ، ثمّ تحاربت جيوش المسلمين والفرس فقتل رستم ، وانتهت هذه الحرب بانتصار المسلمين وفتحهم القادسيّة وهرب الفرس إلى المدائن مولّين الأدبار ، واستولى الفاتحون على أموالهم وذلك في سنة ٢٠.
القائم
اسم موضع قرب سامرّاء يبعد عنها نحو ثمانية كيلومترات من جهة الجنوب ، والقادسيّة بينه وبين دجلة ، والقائم أيضا اسم دير كان في طريق الرقّة ببغداد لأنّ