كأنّ بني تيهان يوم وفاته |
|
نجوم سماء خرّ من بينها البدر |
فبكى أبو دلف وقال : وددت أنّها فيّ. فقال أبو تمام : بل سيطيل الله عزوجل عمر الأمير ، فقال : لم يمت من قيل فيه هذا.
حكي عن تذكرة عبد الله بن المعتزّ حدّث عن عليّ بن جبلة إنّه قال : وقد دخلت على أبي دلف مرّات كثيرة زائرا وكلّما دخلت عليه استقبلني بطلاقة وجهه وإذا خرجت من عنده أعقبني بجائزة سنيّة ، فلمّا كثرت عطاياه إليّ وأغرقني سحاب جوده تركت زيارته خجلا وانفعالا ، فأرسل إلى أخيه معقل بعد أيّام وقال : إنّ الأمير أبا دلف يبلّغك السلام ويسأل عنك ويقول : ما بالك تركت زيارتنا وتأخّرت عن مجلسنا فإن كان من تقصير صدر منّا فنحن نعتذر إليك منه ونجبره بأحسن وجه إن شاء الله ويصل إليك برّنا. فأرسلت إليه هذه الأبيات :
هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة |
|
وهل يرتجى نيل الزيادة بالكفر |
ولكنّني لمّا أتيتك زائرا |
|
فأفرطت في برّي عجزت عن الشكر |
فالآن لم آتيك إلّا مسلّما |
|
أزورك في الشهرين يوما وفي الشهر |
فإن زدتني برّا تزيّدت جفوة |
|
فلا نلتقي طول الحياة إلى الحشر |
فلمّا رأى معقل هذه الأبيات وهو أيضا كان أديبا شاعرا مثل أبي دلف ، قال لعليّ ابن جبلة : أحسنت وأجدت ، فلمّا أوصل الأبيات إلى أبي دلف استحسنه وأعجبه ، ثمّ كتب هذه الأبيات وأرسلها إلى عليّ بن جبلة مع غلام وألف دينار :
ألا ربّ ضيف طارق قد بسطته |
|
وآنسته قبل الضيافة بالبشر |
رأيت له فضلا عليّ بقصده |
|
إليّ وبرّا لا يعاد له شكري |
فلم أعد إن أدنيته وابتدأته |
|
ببشر وإكرام وبرّ على برّ |
وزوّدته مالا سريعا نفاده |
|
وزوّدني مدحا يقيم على الدهر |
ثمّ مدحه عليّ بن جبلة بقصيدة غرّاء أوّلها : «إنّما الدنيا أبو دلف» الأبيات ، فلمّا