على الدير فإذا أقبل إليه أحد ممّن يطرقه أو يقصده تلقاه الغرابان يصيحان في وجهه.
٥٣ ـ دير زرارة
وهو دير حسن بين جسر الكوفة وحمّام أعين وهو موضع نزه حسن كثير الحانات والشراب ، عامر بمن يطرقه ، لا يخلو ممّن يطلب اللعب واللهو ويؤثر البطالة ، وهو من المواطن المستصلحة لذلك.
أقول : إنّ الشابشتي ذكر هنا فضايح من أصحاب المجون والخلاعة.
٥٤ ـ دير عمر مريونان
وهذا الدير بالأنبار على الفرات وهو دير حسن كبير كثير القلايات والرهبان. والأنبار مدينة كانت على الفرات في غربيّ بغداد من ناحية سامرّاء ، بينهما عشرة فراسخ ، وكانت الفرس تسمّيها نيروز سابور ، وأوّل من عمّرها سابور بن هرمز ذو الأكتاف ، ثمّ جدّدها أبو العبّاس السفّاح وبنا بها قصورا وأقام بها إلى أن مات.
٥٥ ـ دير قنّى
على وزن صغرى ، وهذا الدير على ستّة عشر فرسخا من بغداد ، منحدرا في الجانب الشرقيّ ، وبينه وبين دجلة ميل ونصف ، وبينه وبين دير عاقول بريد ، وهو دير حسن نزه عامر ، وفيه مائة قلاية لرهبانه والمتبتّلين فيه ، لكلّ راهب قلاية وهم يتبايعون هذه القلالي بينهم من ألف دينار إلى مأتي دينار إلى خمسين دينار ، وحول كلّ قلاية بستان فيه من جميع الثمار والنخل والزيتون ، وتباع غلّته من مأتي