يجتمعون فيجمعون هذا القير يغرفونه من مائه بالقيفاف ويطرحونه على الأرض وله قدور حديد كبار وينخل له الرمل فيطرح عليه بمقدار يعرفونه ويوقد تحته حتّى يذوب ويختلط بالرمل وهم يحرّكونه تحريكا دائما وإذا بلغ حدّ استحكامه قلّب على الأرض قطعا مجمّدة ويصلب ويحمل إلى البلدان ، فمنه تقبر السفن والحمّامات وغير ذلك ممّا يستعمل فيه القير.
٥١ ـ دير قوما
وقيل : مرقوما. وقيل : مرثوما. وهو بميافارقين على فرسخ منها في جبل عال ، له عيد يجتمع الناس إليه وهو مقصود لذلك ، وتنذر له النذور ، وتحمل إليه من كلّ موضع ، ويقصده أهل البطالة والخلاعة للشرب فيه ، وتحته برك يجتمع فيها ماء الأمطار. ومرقوما هو الشهيد الذي فيه يزعم النصارى أنّ له سبعمائة سنة وأنّه ممّن شهد المسيح وهو في خزانته خشب لها أبواب تفتح أيّام أعيادهم فيظهر منه نصفه الأعلى وهو قائم وأنفه وشفته العليا مقطوعان ، وذلك أنّ امرأة احتالت حتّى قطعت أنفه وشفته ومضت بهما فبنت عليهما ديرا في البريّة في طريق تكريت.
٥٢ ـ دير باطا
وهذا الدير بين الموصل وهيت وتكريت ، وهو دير حسن عامر في أيّام الربيع ، وله باب حجر ذكر النصارى أنّ هذا الباب يفتحه الواحد والاثنان حتّى يتجاوز السبعة فإن تجاوزوا السبعة لم يقدروا على فتحه ألبة ، فكان الطلّسم يمنع الطامعين وإن كانوا جماعة كبيرة من دخول هذا الدير وذكروا أيضا أنّ فيه غرابين تتناسل هناك لا يخلو منها فربّما طرقه اللصوص فدخلوه فإن حصل فيه أحد صعد الغرابان