ولكن أردت أن تتشرّف بي في محافل العرب فتقول : نكحت بنت النعمان المنذر وإلّا فأيّ فخر في اجتماع أعور وعمياء؟! فبعث إليها قال : كيف كان أمركم؟ قالت : سأختصر لك الجواب : أمسينا مساء وليس في الأرض عربيّ إلّا وهو يرغب إلينا ويرهبنا ، ثمّ أصبحنا وليس أحد إلّا ونحن نرغب إليه ونرهبه.
فقال مغيرة لبنت النعمان : فما كان أبوك يقول في ثقيف؟ قالت : اختصم عليه رجلان منهم في شيء أحدهما ينتمي إلى أياد والآخر إلى بكر بن هوازن ، فقضى به للأيادي وقال :
إنّ ثقيفا لم تكن هوازنا |
|
ولم تناسب عامر أو مازنا |
فقال المغيرة : أمّا نحن فمن بكر بن هوازن فليقل أبوك ما شاء.
قال : فأرسل إليها خمسين دينارا.
٤٩ ـ دير الخنافس
وهو بين الموصل وبلد كبير كثير الرهبان ، له يوم في السنة يجتمع الناس إليه من كلّ موضع فتظهر فيه الخنافس ذلك اليوم حتّى تغطّي حيطانه وسقوفه وأرضه ويسودّ جميعه منها ، فإذا كان اليوم الثاني وهو عيد الدير اجتمعوا إلى الهيكل وقدّسوا وتقرّبوا وانصرفوا وقد غابت الخنافس حتّى لا يرى منها شيء إلى ذلك الوقت.
٥٠ ـ دير القيارة
وهو على أربع فراسخ من الموصل في الجانب الغربي من أعمال الحديثة مشرف على دجلة ، تحته عين قير وهي عين تفور بماء حارّ تصبّ في دجلة ويخرج منه القير ، فمادام القير في مائه فهو ليّن يمتدّ فإذا فارق الماء وبرد جفّ. وهناك قوم