روى هذه الأبيات الشيخ السماوي في ( ابصار العين في انصار الحسين ) وقال هي في رثاء يزيد بن ثبيط (١) وولديه الذين قتلوا مع الحسين وهي من نظم عامر بن يزيد قالها في رثاء ابيه وأخويه لما صرعوا يوم الطف مع ابي عبد الله الحسين عليه السلام . وكان من خبرهم ان يزيد بن ثبيط كان من الشيعة ومن اصحاب ابي الاسود وكان شريفاً في قومه .
قال أبو جعفر الطبري : كانت مارية ابنة منقذ العبدية تتشيع وكانت دارها مألفاً للشيعة يتحدثون فيها ، وقد كان ابن زياد بلغه اقبال الحسين عليه السلام ومكاتبة أهل العراق له ، فأمر عامله أن يضع المناظر ويأخذ الطريق ، فأجمع يزيد بن ثبيط على الخروج الى الحسين وكان له بنون عشرة فدعاهم الى الخروج معه وقال : أيكم يخرج معي متقدماً ، فانتدب له اثنان : عبد الله وعبيد الله ، فقال لأصحابه في بيت تلك المرأة : إني قد أزمعتُ على الخروج وأنا خارج فمن يخرج معي فقالوا انا نخاف أصحاب ابن زياد ، فقال : اني والله لو قد استوت أخفافها بالجدد (٢) لهان علي طلب من طلبني ، ثم خرج وابناه وصحبه عامر ومولاه وسيف بن مالك والأدهم بن امية ، وقوي في الطريق (٣) حتى انتهى الى الحسين « ع » وهو بالابطح من مكة فاستراح في رحله ثم خرج الى الحسين الى منزله ، وبلغ الحسين « ع » مجيئه فجعل يطلبه حتى جاء الى رحله فقيل له قد خرج الى منزلك فجلس في رحله ينتظره وأقبل يزيد ـ لما لم يجد الحسين في منزله وسمع أنه ذهب اليه ـ راجعاً على اثره ، فلما رأى الحسين « ع » في رحله قال : ( بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) السلام عليك يا بن رسول الله
__________
(١) ثبيط بالثاء المثلثة والباء المفردة والياء المثناة والطاء المهملة .
(٢) الجدد : صلب الارض ، وفي المثل : من سلك الجدد امن العثار .
(٣) قوي في الطريق : تتبع الطريق القواء اي القفر الخالي .