إن فيها من الجوامع والمدارس والعمارات الحسنة ما يورث العجب وتسمى دهليز الملك. وكان سور عسقلان عظيم البناء بحيث كان عرضه في مواضع تسع أذرع. وفي مواضع عشر أذرع. وقال ابن فضل الله في بعلبك : إنها مختصرة من دمشق في كمال محاسنها ، وحسن بنائها وترتيبها ، بها المساجد والمدارس والربط والخوانق والزوايا والبيمارستان والأسواق الحسنة. وقال آخر : وبقلعة بعلبك من عمارة من نزل بها من الملوك الأيوبية آثار ملوكية جليلة. وكان على منبج سور بالحجارة المهندسة حصينة جدا. ومن هذه المدن ما أصبح الآن كالقرى مثل المعرة معرة النعمان التي ترى إلى اليوم مسافة ما بين أبوابها ساعة على السائر ، ومثل قيسارية التي قال فيها المقدسي : ليس على بحر الروم بلد أجل ولا أكثر خيرات منها. مر أحدهم سنة أربعين وستمائة بقيسارية فوجد على حائط منها مكتوبا هذه الأبيات :
هذه بلدة قضى الله يا صا |
|
ح عليها كما ترى بالخراب |
فقف العيس وقفة وابك من كا |
|
ن بها من شيوخها والشباب |
واعتبر إن دخلت يوما إليها |
|
فهي كانت منازل الأحباب |
وأزهرت طرابلس على عهد اسندمر الذي بنى القلعة وحماما وسوقا وأنشأ فيها مجاري المياه الغريبة في تقسيمها إلى جميع طبقات الدور ليأمن ساكنوها من الحمى في الطبقات الأرضية ، وقد عمر فيها سنة (٧٠٩) حماما عظيما أجمع من رأوه أنه ما عمر مثله في البلدان ، وعمر قيسارية وطاحونا وأنشأ لمماليكه بها مساكن حسنة البناء تجري المياه إليها بالقنوات ، ومنها ما يطلع إلى أعلاها وتجري في طباقها ، وعمر بعض القلعة وأقام أبراجا وهذه القلعة مجاورة لدار السلطنة بطرابلس ـ قاله النويري
قال الأسدي في سنة أربع وعشرين وثمانمائة عمر ابن بشارة مدينة صور وجعل لها أسواقا ونقل إليها خلقا وحصنها ، قال بعضهم : إنها مدينة السواحل بالشام وقال ابن السمعاني : وكان بها جماعة من العلماء.
القلاع والحصون وقلعة حلب ودمشق :
في الشام كثير من القلاع من بناء القرن الخامس والسادس والذي بعده