وكنت ابن كسرى قبل ذاك وبعده |
|
مليئا (١) بأن توهي صفاة ابن قيصر |
جدحت له الموت الزعاف فعافه |
|
وطار على ألواح شطب (٢) مسمّر |
مضى وهو مولى الريح يشكر فضلها |
|
عليه ومن يول الصنيعة يشكر |
إذا الموج لم يبلغه إدراك عينه |
|
ثنى في انحدار الموج لحظة أخزر |
تعلق بالأرض الكبيرة بعدما |
|
تقنّصه جري الردى المتمطر (٣) |
سواحل الشام ونفقات الأسطول والمناور والرباطات والفداء :
كانت سواحل أجناد الشام كثيرة ، ولكن الصناعة صناعة المراكب كانت في صور وعكا وطرابلس على الأكثر. وسواحل جند حمص في الإسلام انطرطوس وبانياس واللاذقية وجبلة ، وسواحل جند دمشق عرقة وطرابلس وجبيل وبيروت وصيدا وحصن الصرفند وعدلون ، وسواحل جند الأردن صور وعكا ، وسواحل جند فلسطين قيسارية وأرسوف ويافا وعسقلان وغزة ، وسواحل جند قنسرين الإسكندرونة والسويدية. وعلى امتداد سواحل الشام لم يحدثنا التاريخ أنه أغير عليها إلا من البر ، وما جاءها من الحملات البحرية في عدة أدوار ولا سيما على عهد الإسكندر والرومان والصليبيين والأتراك أو الأسطول الإنكليزي سنة (١٧٩٩ م) والأسطول الدولي سنة (١٨٤١) وأسطول الحلفاء سنة (١٩١٨) لم يكن في الحقيقة إلا ثانويا أريد به دك بعض المواقع الحربية بنيران السفن أو ضمان جلب الذخيرة أو عدم قطع خط الرجعة من البر.
وذكر قدامة أنه كان يجتمع إلى مراكب الشام التي كانت تغزو من الثغور الشامية مراكب الشام ومصر من الثمانين إلى المائة ، وإذا عزموا على الغزاة في البحر كوتب أصحاب مصر والشام في العمل على ذلك والتأهب له ليجتمع بجزيرة قبرس ، ويسمى ما يجتمع منها «الأسطول» كما يسمى ما يجتمع من الجيش في البر «المعسكر» ، والمدبر لجميع أمور المراكب الشامية
__________________
(١) المليء بالأمر : المضطلع به القدير عليه.
(٢) الشطب : الطويل الحسن الخلق وقد أراد به المركب.
(٣) المتمطر : الفرس السريع. والأرض الكبيرة هي اليابسة التي نطلق عليها اليوم اسم القارة