من الرجال ألفان وثمانية وأربعون رجلا ، والمقدم عليهم يسمى رئيس الطائفة ، فيها من الصفوف المتقاطرة مائة صف وثمانية وعشرون صفا ، ومن الناس من يسمي الطائفة الجماعة التامة ، ويسمى المتولي عليها رئيس الجماعة التامة ، وكل طائفتين يسميان جيشا وعدد من فيه من الرجال أربعة آلاف وستة وتسعون رجلا ، وفيه من الصفوف المتقاطرة مائتا صف وستة وخمسون صفا ، والمتولي لأمره يدعى رئيس الجيش. وبعض الناس يسميه عسكرا ويسمى المتولي عليها قائد الجيش. وكل جيشين يدعيان خميسا ، وعدد من فيه من الرجال ثمانية آلاف رجل ومائة واثنان وتسعون رجلا ، ومن الصفوف المتقاطرة خمسمائة صف واثنا عشر صفا ، ومن الجيش طائفة ومنهم من يسميه قافلة ، والمتولي عليه يدعى رئيس القافلة ، وكل خميسين يدعيان العسكر الأعظم ، وفيه من الصفوف المتقاطرة ألف صف وأربعة وعشرون صفا ، ومن الرجال ستة عشر ألفا وثلاثمائة وأربعة وثمانون رجلا وهو العدد الأول ، فيصير مجموع العسكر قافلتين وهما أربعة جيوش والأربعة جيوش اثنان وثلاثون كوكبة وهي أربعة وستون جحفلا ، وذلك مائة وثمانية وعشرون كردوسا وهي. مائتان وستة وخمسون مقنبا وذلك الجمع خمسمائة واثنتا عشرة عصبة وعدد ذلك من الصفوف ما تقدم.
شدة الأمويين ومثال من أوامرهم :
وكان الأمويون من أشد الدول في الشام على جنودهم ، وهم في أحسن جند ، لأن الشاميين عرفوا بطاعة السلطان من عامة أهل البلدان ، وبهم يضرب المثل في الطاعة والمشايعة ، وإن لم يخل كل زمن من قوالين بالحق ، ناقمين على القائم بالأمر ، داعين إلى مناقشته. قالوا : وإنما وريت زناد معاوية بأهل الشام ، لأنه كان في أطوع جند منهم. وكان علي بن أبي طالب في أعصى جند من أهل العراق على الضد. والطاعة أول خطة يسلكها الجندي ، وبفضل هذه الصفة المستحسنة رفعت أعلام الأمويين (١) في الصين من الشرق ،
__________________
(١) اول لواء عقده صاحب الرسالة لواء أبيض لعمه حمزة وقال : «خذه يا أسد الله» وأول ما عقدت الرايات في الإسلام يوم حنين ، عقد الرسول راية سوداء من برد عائشة وكانوا قبل ذلك لا يعرفون إلا الألوية وكان اسم رايته العقاب. وكان شعار بني أمية من الألوان البياض ـ