ذكر وادنكتون كتابة وجدها في السويداء كأنها كتبت تحت نصب أقيم لأحد ملوك الرومان فيه «للملك اليوس قيصر أدريانوس انطونينوس بيوس العاهل» ، ووجدت كتابة في قرية أم الجمال في حوران كتب فيها «للعاهل القيصر مرقس اورليوس انطونينوس اغسطس قاهر الأرمن والبرتيين». ولهذا القيصر كتابة أخرى في سهوة الخضر من جبل حوران ، وأخرى في الشهبة المسماة فيليبولي نسبة الى الملك فيلبس العربي ، ووجدت في السويداء أيضا كتابة يونانية مؤذنة بإقامة أثر تكرمة للملك كومود ، أقامه له دوميتيوس بروكستر والي العربية ، ذكرى جلب الماء إلى المدينة وضواحيها سنة ١٨٧ ، وعثر في جنوبي اللاذقية على مقربة من عدوة النهر الكبير على كتابة تدل على محطة عسكرية. وفي دير القلعة في لبنان على الصخر الذي في جانب البئر كتابة فيها «بسلامة مولانا القيصر لوستيوس سبتميوس ساويروس برتينكس اغسطس ، أقام هذا النصب بوبميابوس اينجيوس نذرا للمشتري».
يصعب الحكم على كل أثر بعينه ، ونسبة كل بناء إلى الأمة التي أقامته ، وكل واحدة منها تركت على الأغلب في هذا القطر أثرا مخلدا متلدا تفاخر به. فالطرق الرومانية التي أنشئت من القدس إلى أرض النبط جنوبي بحيرة لوط ومن شمالها ، وطريق مادبا إلى البتراء والعقبة حتى البحر الأحمر وطريق جرش وادي موسى ، والطريق المبلط شرقي صرخد الممتد إلى العراق ، وكان يسمى بالرصيف ، هي من الآثار المهمة كالمعسكر الروماني في أذرح وآثار قنوات وشهبة وسالة ودامة العليا ولبّن.
عاديات البتراء وجرش وعمان :
عدت البتراء في الجنوب رصيفة لتدمر تباريها بضروب مرافقها ، ومنها الهياكل الجليلة ، والدور الفخمة ، والأندية والمجالس والقصور ، والحمامات والمسارح والمدافن والمسلات ، وقد رأى فيها «دومازفسكي» آثار الهندسة المصرية واليونانية والرومانية والشامية. ومعلوم أن أهل البتراء عرب من النبط شيدوها حوالي القرن السادس قبل الميلاد ، وارتقت على عهد الرومان بعد المسيح بقرنين الى أن زاحمتها تدمر في القرن الثالث. ومن أجمل ما في