وبعد دمشق يتجه الطريق شمالا على طريق النبك وبعد عشرين كيلو مترا يتجه شرقا على طريق البادية مارا بجوار قريتي عذراء وضمير إلى الرحيبة نقطة الحدود السورية العراقية. وطول الطريق من دمشق إلى بغداد ٧٧٠ كيلو مترا منه عشرون كيلو مترا على طريق النبك يسير في طريق معبدة والباقي ٧٥٠ كيلو مترا طريق طبيعي مهدته السيارات في الصحراء. ولهذا الطريق مكانة كبرى في التجارة والسفر بين دمشق والعراق وفارس.
ومن دمشق إلى بغداد طريق ثان وهو الطريق الذي يمر بالقطيفة وجيرود والقريتين وتدمر وطوله ٨٥٠ كيلو مترا ، فإنه يزيد طوله على الطريق الأول ٨٠ كيلو مترا ويبلغ طوله من دمشق إلى القطيفة ٤٠ كيلو مترا وهو جزء من طريق النبك المعبد وهو بحالة حسنة. وقد جرى فتح طريق القطيفة ـ جيرود مجددا على طول ١٥ كيلو مترا ولم يعبد بعد غير أنه سهل المرور. والطريق من جيرود حتى القريتين وتدمر وبغداد طبيعي لم تعمل يد الإنسان فيه شيئا. ويرجع شأن هذا الطريق لاجتيازه البلدان العامرة والقرى الآهلة على طول ٢٥٠ كيلو مترا بين دمشق وجيرود وتدمر وعلى الاخص لمروره بمدينة تدمر التاريخية.
(٩) طريق طرابلس ـ حمص ـ تدمر ـ بغداد. كانت تستثمر طريق طرابلس ـ حمص شركة وطنية كما كانت تستثمر طريق بيروت ـ دمشق شركة إفرنسية وكان ذلك قبل أن تؤسس شركة الخطوط الحديدية الفرنسية. والمسافة بين طرابلس وحمص ٩٤ كيلو مترا وبين حمص وحماة ٤٧ كيلو مترا فيكون المجموع ١٤١ كيلو مترا كانت كلها موضوعة تحت تصرف الشركة الوطنية المذكورة ورأس مالها ٢٨ ألف ليرة عثمانية ذهبية. ويقسم رأس المال إلى سبعة آلاف سهم وقيمة كل سهم أربع ليرات عثمانية ذهبية. وكان ربح كل سهم من هذه الأسهم ليرة واحدة في السنة. ومدة الامتياز خمسون سنة. وأجرة الراكب في الحوافل (الدلليجانس) نصف ليرة من طرابلس إلى حمص. وبعد انحلال هذه الشركة هجرت الحكومة العثمانية هذه الطريق حتى خربت وتداعت جميع جسورها أثناء الحرب العامة وزادت السيول في تخريبها حتى أصبحت في عام ١٩٢٥ بحالة لم تبق معها صالحة