الإنشاء في الحال ، مما دعا الناس أن يؤمنوا بإنجاز هذا المشروع. وكان سير العمل سريعا يمدون مائة كيلو متر في العام. وكان أحد المقربين من السلطان عبد الحميد أحمد عزت العابد يدير مع لجنة الحجاز الأموال على طريقة غير مرضية فتسربت الأموال إلى جيوب الخونة ، وأدى سوء الاستعمال في مواد الإنشاء لإضاعة كثير منها. وكان هؤلاء المقربون يحمون بعض رجالهم الذين يتقدمون في صورة ملتزمين وينقدونهم الأموال الزائدة ويعينون بعضهم في وظائف الإدارة.
شرع بإنشاء الخط الحجازي في شهر أيلول سنة (١٩٠٠) مبتدئا به من المزيريب ، وبين دمشق وهذه القرية سكة حديد إفرنسية يمكن نقل الحجاج من الشام إلى المزيريب عليها لا سيما وأن امتياز هذه السكة لا يجيز إنشاء سكة أخرى تحاذيها ، وما كادت الحكومة تمضي في عملها حتى بدأت المنافسة تشتد بين الإدارتين فشعرت الحكومة العثمانية حينئذ بشدة الحاجة إلى اتصال الخط الحجازي بمدينة دمشق. وقررت إنشاء خط درعا ـ دمشق وبوشر بالعمل من دمشق والمزيريب دفعة واحدة. وفي سنة (١٨٩٣) نالت الشركة الفرنسية امتيازها ولم يكن السلطان عبد الحميد يفكر في خطه المقدس ، ولذلك كان سمح لها بإنشاء سكة حديد بين دمشق والمزيريب وبوشر باستثمارها منذ سنة (١٨٩٤) فإنشاء سكة حديدية موازية لخطها من دمشق إلى درعا يجعل المنافسة على أشدها ولذلك احتجت الشركة على هذا العمل فتمكنت من نيل امتياز خط حلب مع الضمانة الكيلو مترية وذلك في شباط سنة (١٩٠٥).
وقد افتتح القسم الأول من الخط الحجازي أي دمشق ـ درعا في أيلول ١٩٠٣ وبعد ذلك بشهر واحد افتتح قسم درعا ـ عمان وتيسر لإدارة السكة الحجازية في أقل من ثلاث سنين مد ٢٢٣ كيلو مترا.
يتجه الخط الحديدي الحجازي بعد خروجه من واحة دمشق نحو الجنوب الشرقي في استقامة سهل حوران فيمر بالمسمية أهم قرى اللجاة ، ثم يقطع هذا الخط سهل حوران الخصيب برمته وهو يمتد إلى سفح جبل الدروز ويصل إلى محطة درعا الواقعة في وسط السهل وهي على ١٢٣ كيلو مترا عن دمشق ، ومن درعا يتفرع فرع حيفا متجها صوب الغرب فيصل البحر ، وأما الخط