بمعنى (الذي) أو (التي) قال الشاعر (١) :
........... |
|
وبئري ذو حفرت وذو طويت |
أي : التي حفرتها والتي طويتها.
(و (ذا) بعد (ما) الكائنة (للاستفهام) (٢) نحو : ماذا صنعت؟ أي : ما الذي صنعت.
(والألف واللام) أي : مجموعهما بمعنى (الذي) أو (التي) أو المثنى أو المجموع.
(والعائد (٣) المفعول) (٤) أي : العائد الذي لا يتم الموصول إلا به ، إذا كان مفعولا (يجوز حذفه) (٥) إذا لم يمنع مانع ؛ لأنه فضله إلا إذا كان فاعلا لكونه عمدة ، نحو قوله تعالى : (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) أي : لمن يشاؤه.
__________________
(١) أوله :
فإن الماء ماء أبي وجدي
بئري كلام إضافي مبتدأ وذو حفرت خبره يقال : طويت البئر إذا بنيتها بالحجارة والمعنى أن الماء الذي فيه نزاع ماء أبي وجدي ورئتهما إياه وتبرئ أي : البئر المنازع فيه بئر التي حفرتها وطويتها. (وجيه وحلبي).
(٢) هذا رأى البصريين ؛ لأنهم خصصوا كونه بمعنى الذي بما وقع هذا الموقع بخلاف الكوفيين فإنهم عمموا ذلك يعني ذا عندهم إشارة بمعنى الذي وتقدم ما عليه ليس بشرط بل كل اسم إشارة عندهم يجيء بمعنى الموصول فيقدرون قوله تعالى : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ) بما التي بيمينك.
(٣) اعلم أن العائد لا يخلو من أن يكون مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا أو الآخر لا يخلو من أن يكون متسعا فيه بأن حذف الجار ووصل المجرور بمنزلة المفعول المنصوب أولا فإن كان مجرورا متسعا فيه يجوز حذفه.
(٤) الأصوب أن يقول ومتوسط كثر حذفه ؛ لأنه أقل حذف غيره.
ـ صفة العائد سوى العائد إلى الألف واللام فإنه لا يجوز حذفه لخفائه موصوليتها والضمير أحد دلائل موصوليتها. (عصام).
(٥) حذفا فصيحا لحصول العلم به بدلالة قرينة الكلام عليه مع كونه فضلة في الكلام واستطالته مع الموصول والصلة المركبة من الفعل والفاعل والمفعول ، كقوله تعالى : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً)[الفرقان : ٤١] أي : بعثه وقوله تعالى : (فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ)[البقرة : ٦٨] أي : ما تؤمرون به ، وأما المرفوع فلا يجوز حذفه إن كان فاعلا لئلا يلزم حذف أحد جزئي الجملة مع احتياج إليه في حذف الفاعل ، وأما المرفوع الغير الفاعل والمجرور الغير المتسع فيه فلا يجوز حذفهما بلا ضعف فلا يكون حذف كل منهما فصيحا فعلى هذا الدفع ما نظر صاحب المتوسط. (عوض شرح الكافية).