هذه الأشياء الخمسة صالحا ؛ لأن يكون مسببا لما تقدم (وقصدا لسببية) (١) أي : سببية ما تقدم له فحينئذ يقد (إن) مع مضارع يؤخذ مما (٢) تقدم ، ويجعل المضارع الواقع بعد هذه الأشياء مجزوما بها (٣).
وإنما أختص بتقدير (إن) بما بعد هذه الأشياء ؛ لأنها تدل على الطلب (٤) والطلب(٥) غالبا يتعلق بمطلوب يترتب عليه فائدة يكون ذلك المطلوب سببا لها ، وهي مسببة له.
فإذا كان المضارع الواقع بعدها تلك الفائدة وقصد سببية الفعل المطلوب بتلك الأشياء لها قدر (إن) مع (٦) ذلك الفعل ويجعل المضارع الواقع بعدها جزاء فينجزم (٧) بها (نحو : أسلم تدخل الجنة).
فالمطلوب ب : (أسلم) هو الإسلام وهو مطلوب فائدته دخول الجنة ، فهو سبب لها ، وقصد أداء تلك السببية فقدر (ان) مع الفعل المأخوذ من (أسلم) وجعل (تدخل الجنة) جزاء له ، فقيل : إن تسلم تدخل الجنة.
__________________
(١) ظرف للانجزام المفهوم أي : إنما يجزم المضارع وقت قصد السببية. (محرم).
ـ أي : سببية الأول للثاني والمعنى في الجميع إن وقع الأول وقع الثاني. (أمير).
(٢) من الأمر والنهي من متعلقات مدخول الاستفهام والتمني والعرض وغيرها مثلا يؤخذ المقدر في زرنى أكرمك لفظ تزرني وفي لا تفعل الشي أي : لا تفعل وهكذا.
(٣) أي : بأن المقدرة وجزاء للشرط المقدر فيكون الأشياء المذكورة قرية على ذلك المقدر وتكون السببية قرينة للشرط فإن لم تقسد السببية لم يجز الجزء بل يرفع فيكون ما صفة أو حالا.
(٤) أي : طلب الفعل في الأمر والترك في النهي وطلب السلم في الاستفهام وغيرها.
(٥) قوله : (ولا طلب) وأما الخبر فإنما هو لإفادة مضمونه للمخاطب لا أنه مقصود ولغيره فلو جئت بعده بما يصلح لم يقع الجزء في جواب النفي وإنما قال : (غالبا) لأن أكثر أفعاله الاختيارية التي يتعلق بها الطلب مطلوبة لغيرها وقل فعل اختياري يطلب لذاته.
(٦) قوله : (قدّر إن مع ذلك الفعل) لوجود القرنية المغنية عن ذكرهما أعني : الفعل الدال على الطلب المشعر بالترتيب والسببية. (حكيم).
(٧) قوله : (فينجزم بها ... إلخ) ظاهرة مذهب الأخفش جزم الجزاء بهذه الأشياء لا بأن مقدرة ؛ لأنه قال : إن هذه الأوائل كلها فيها معنى إن فلذلك انجزم الجواب ومذهب غيره أن أن مع الشرط مقدرة بعد هذه الأشياء وهي دالة على ذلك المقدر ولعل ذلك لاستنكارهم إسناد الجزم إلى الفعل. (سيالكوني).