حينئذ تقدير (أن) لأنها (١) علم الاستقبال.
(كانت) أي : (حتى) عند هذه الإرادة (حرف ابتداء) لا جارة (٢) ولا عاطفة(٣).
معنى كونها حرف ابتداء أن يبتدأ بها كلام مستأنف (٤) لا أن يقدر بعدها مبتدأ يكون الفعل خبره لتكون (حتى) داخله على اسم كما توهمه (٥) بعضهم.
(فيرفع) (٦) أي : ما بعد (حتى) لعدم الناصب والجازم (وتجب السببية) أي : كون ما قبلها سببا لما بعدها ، ليحصل الاتصال (٧) المعنوي ، وإن فات الاتصال اللفظي (٨) (مثل مرض) فلان (حتى لا يرجونه) (٩) الآن (١٠) مثال لما أريد الحال تحقيقا ، فإنه قصد به نفي الرجاء في زمان التكلم
__________________
ـ عليه لامتناع نصبه إذ لا يمكن تقدير أن. (حكيم).
(١) قوله : (لأنها علم الاستقبال) أي : يقصد منها الاستقبال وقد قصد من المضارع هاهنا الحال على سبيل الحكاية ولا شك أن قصد الحال وقصد الاستقبال متنافيان فلا يردان أن يقدر بعد حتى إذا كان ما بعد حتى مستقبلا بالنظر إلى ما قبلها وإن كان بالنظر إلى زمان التكلم ماضيا أو حالا ؛ لأنه حينئذ لا بقصد منه الحال. (سيالكوني).
(٢) قوله : (لا جارة) لأنها لاختصاصها بالاسم لا ندخل على الفعل إلا بتصديران وقد امتنع هاهنا ؛ لأنه علم الاستقبال وتقديرها لم يثبت في كلامهم. (سيالكوني).
(٣) تعرض لنفيها مع أنها خص استعمالا من الجارة ردا على من توهم أنها عاطفة كذا في العبارة. (حكيم).
(٤) لا يتعلق بما قبلها من حيث الإعراب كما تعلق المنصوب بعدها الفعل حرف جر متعلق بما قبلها. (حاشية).
(٥) قوله : (كما توهمه بعضهم) وجه التوهم أنهم يقولون أنها حرف ابتداء ويريدون لزوم المبتدأ بعدها. (عصام).
(٦) إلغاء تفصيل واستئناف أو جواب إذا المقدر أي : إذا كان الأمر كذلك ، وقيل : تعليل. (عصام).
(٧) فلا يخالف حتى وضعها بالكلية ؛ لأنها وضعت لإفادة اتصال ما قبلها بما بعدها لفظا ومعنى عاطفة كانت أو جارة. (عصام).
(٨) وإنما فات الاتصال اللفظي لعدم كونها جارة ولا عاطفة كما لا يخفى. (رضا).
(٩) أي : لا يرجو القوم ذلك الفلان أي : صحته لشدة مرضه في الحال والآن. (حاجي داود).
(١٠) قوله : (الآن) قيد به ليصير المثال نصا في الحال تحقيقا كما أن المثال السابق نص في الحال حكاية والقرينة على التقييد كون المضارع حاليا عن قرينة الاستقبال والحال فإنه إذا خلا من القرائن لم يحمل إلا على الحال. (رضا).