الفاعل (على صاحبه) (١) ، أي : على المصنف به وهو المبتدأ ، أو الموصول ، أو الموصوف، أو ذو الحال ؛ ليتقوى فيه جهة الفعل (٢) من كونه مسندا إلى صاحبه ، نحو زيد ضارب أبوه ، وجاء الضارب أبوه ، وجاؤ رجل ضارب أبوه ، وجاء زيد راكبا فرسه ، (أو) اعتماده (على الهمزة) (٣) الاستفهامية ونحوها من ألفاظ الاستفهام ، (أوما) النافية ونحوها من حروف النفي ك : (لا وأن) ؛ لأن الاستفهام (٤) والنفي بالفعل أولى (٥) ، فازداد بها شبهه بالفعل نحو أقائم (٦) الزيدان ، وما قائم زيد ، وما قائم (٧) الزيدان ، (فإن كان) (٨) اسم الفاعل المتعدي (للماضي) أي : للزمان (٩) الماضي بالاستقلال (١٠) ، أو في
__________________
(١) والمراد بالصاحب المحكوم عليه والمراد بالاعتماد عليه كونه محكوما به على صاحب له تقدم. (نجم الدين).
(٢) اعلم أن الفعل يقتضي شيئا للإسناد إليه لكونه والأعلى فاعل ما بالالتزام وأن الاسم يقتضي شيئا كما تقرر في علم الوضع ولما كان اسم الفاعل ونحوه من أسماء الصفات عاملا لمشابهته الفعل كان له جهتان جهة الاسمية وهو عدم الإسناد وجهة الفعلية وهو اقتضاء الإسناد فلزم في العمل أن يكون جهة الفعلية أقوى من جهة الاسمية. (عبد الله أيوبي).
(٣) خلافا للاخفش والكوفيين وكأنهم اعتبروا نفس الشبه. (هندي).
(٤) قوله : (لأن الاستفهام ... إلخ) تعليل لاشتراط أحدهما حين انعدام الأول لتحصل قوة الفعلية بجهة أخرى. (شرح).
(٥) لأن النفي والاستفهام معناهما يتعلق بالأحداث دون الذوات ثابتة للنفي والاستفهام أخو النفي. (غجدواني).
ـ يعني لاستقلال الصفة حين الاعتماد مع فاعله كلاما وهذا عند سيبويه وسائر البصريين. (خبيصي).
(٦) مثال الاستفهام ملفوظا وأما مقدرا كقوله : (ليت شعري مقيم الغدر قدمي) أي : مقيم. (رضي).
(٧) وإنما اشترط الاعتماد ؛ لأن اسم الفاعل فرع الفعل فاشترط فيه الاعتماد ولم يجز إعماله ابتداء نحو : ضارب زيد تنبيها على انخطاط ترتيب الفروع عن الأصول. (فانى).
(٨) ثم إنه لما كان اسم الفاعل إما لزمان الحال أو الاستقبال أو الماضي وفرغ من بيان حاله في الأول شرع في بيان حاله في الثالث فقال : (فإن كان). (أيوبي).
(٩) ولما كان كونه للماضي على وجهين أحدهما بالاستقلال والآخر بوجوده في الاستمرار أشار الشارح إليهما بقوله : (أي : للزمان ... إلخ). (تكملة).
(١٠) يعني سواء كان المراد بكونه للماضي أنه مقارن للزمان الماضي دون الحال والاستقبال نحو : أنا ضارب زيدا أمس. (تكملة).