متلبسا بشرط أي : بشيء يشترط عمله به من معنى هو زمان الحال أو الاستقبال.
فالإضافتان (١) بيانيتان وإنما اشترط (٢) أحدهما ؛ لأن عمله لشبه المضارع ، فيلزم أن لا يخالفه في الزمان ، نحو : (زيد ضارب غلامه عمرا) الآن أو غدا.
والمراد (٣) بالحال والاستقبال : أعم من أن يكون تحقيقا أو حكاية كقوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) [الكهف : ١٨](٤) فإن (باسِطٌ) هاهنا وإن كان ماضيا (٥) لكن المراد حكاية الحال (٦) ومعناها أن يقدر المتكلم باسم الفاعل (٧) العامل بمعنى الماضي كأنه موجود في ذلك الزمان أو يقدر ذلك الزمان كأنه موجود الآن.
(و) بشرط (الاعتماد) أي : اعتماد اسم الفاعل (على صاحبه) أي : على المتصف به وهو المبتدأ أو الموصول أو الموصوف وبشرط (٨) (الاعتماد) أي : اعتماد اسم
__________________
(١) ولما كان الزمان المضاف غير مباين للحال والاستقبال المضاف إليهما ولم يجز أن تكون الإضافة لامية أراد الشارح أن يشير إليه بقوله : (فالإضافتان). (أيوبي).
(٢) لئلا ينتفي المشابهة المعنوية وإن بقيت المشابهة اللفظية. (هندي).
(٣) ولما كان من كونه مقارنا لأحد الزمانين أن يكون مقارنا له في الحقيقة وكان على ذلك المتبادر نحو : قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ) خارجا عن المقصود أراد الشارح أن يبين المراد على وجه لا يخرج عنه. (عبد الله أفندي).
(٤) وكلبهم هو كلب مروا به فتبعهم فطروده فأنطقه الله تعالى فقال : أنا أحب أحباء الله فناموا وأنا أحرسكم ، أو كلب راع مروا به فتبعهم وتبعه الكلب ويؤيد قراءة من قرأ : وكالبهم أي : وصاحب كلبهم (باسِطٌ ذِراعَيْهِ) حكاية حال ماضية كأنه واقع في الحال ولذلك أعمل اسم الفاعل بالوصيد بفناء الكهف وقيل الوصيد الباب وقيل العتبة.
ـ وكقوله تعالى : (وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)[البقرة : ٧٢] والفرق بين الآيتين أن مخرج لما كان مستقبلا وقت التداري أي : التنازع.
(٥) في الظاهر إلا أن المعنى حكاية بدليل أنك لو أقف المضارع موقعه بيوسيط. (داود).
(٦) وإن إرادة حكاية الحال الماضية جاز في إعمال اسم الفاعل كقوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ.)(نجم الدين).
(٧) لكن المتكلم الذي هو أصدق القائلين قدر ذاته كأنه موجود في زمان بسط الذراعين فيكون زمان المتكلم مقارنا الزمان البسط. (تكملة).
(٨) خلافا للأخفش والكوفيين فإنهم لا يشترطون الاعتماد كما في الظرف. (ضوء).