ولو (١) قال : لما قام به الفعل لكان أولى ؛ لأن ما جهل (٢) أمره يذكر بلفظ (ما) ولعله قصد التغليب.
(بمعنى الحدوث) (٣) يعني بالحدوث ، تجدد وجوده له وقيامه به مقيدا بأحد الأزمنة الثلاثة.
قال المصنف في شرحه : (قوله (ما اشتق من فعل) يدخل فيه المحدود وغيره من اسم المفعول والصفة المشبهة ، وغير ذلك (٤).
وقوله : (لمن قام به) يخرج منه (٥) ما عدا الصفة المشبهة ؛ لأن الجميع ليس (لمن قام به).
وقوله : (بمعنى (٦) الحدوث) يخرج الصفة المشبهة ؛ لأن وضعها على أن تدل على معنى (٧) ثابت (٨)
__________________
(١) ولما كان لفظ من مختصا بالعقلاء وكان اسم الفاعل شاملا له ولغيره كان اللائق بالمصنف أن يعبر بعبارة شاملة أشار الشارح إليه. (محرم).
(٢) قوله : (لأن ما جهل أمره) يعني : أن ما قام به الفعل يكون عاقلا أو غير عاقل لا يتعين بأحدهما فينبغي أن يذكر بلفظ ما لأن ما لذوي العلم وغيرهم بخلاف من فإنه يختص بذوي العلم إلا أنه غلب على العاقل غير العاقل يذكر بلفظ من الذي للعاقل. (وجيه الدين).
(٣) قوله : (بمعنى الحدوث) بمقدر وهو حال عن الضمير المستتر في اشتق أي : حال كون ذلك المشتق ملتبسا بمعنى الحدوث وبهذا القول يخرج الصفة المشبهة لكونها بمعنى الثبوت لا بمعنى الحدوث نحو : كريم أي : ثبت له الكرم وليس معناه أنه حدث له وإذا أريد الحدوث وردّ إلى صيغة اسم الفاعل فنقول : حان الآن أو عذا في حسن. (كبير).
(٤) أي : كاسم الزمان والمكان والآلة واسم التفضيل.
(٥) أي : من تعريف اسم الفاعل.
(٦) فلو قصد بها الحدوث ردت إلى صيغة اسم الفاعل ألا ترى أنك تقول : زيد حسن بمعنى أن هذه الصفة ثابتة له فإن قصد الحدوث قلت : زيد حان الآن أو غدا وكذلك قيل : في لفظ ضيّق لما قصد الحدوث ضائق قال الله تعالى : (وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ)[هود : ١٢] وهذا مطرد في كل صفة مشبهة. (رضي ـ إيضاح).
(٧) لا بمعنى الحدوث نحو : كريم أي : ثبت له الكرم وليس معناه أنه حدث له. (كبير).
(٨) مثلا : الحسن موضوع لمن قام به الفعل بمعنى الثبوت ؛ لأن كون زيد حسنا يكون ثابتا لا متجددا. (لمحرره).