فلكه) والمناقشة بأن القمر ليس (١) جزءا من فلكه ، بل هو مركوز (٢) فيه ، مناقشة في المثال.
ويمكن (٣) أن يورق لمثاله مثل : (رأيت درجة (٤) الأسد (٥) برجه) فإنه لا مجال لهذه المناقشة فيه.
فإن البرج عبارة عن مجموع الدرجات.
وإنما لم يجعل هذا البدل قسما خامسا (٦) ولم يسم ببدل الكل عن البعض ، لقلته وندرته ، بل (٧) قيل ، لعدم وقوعه في كلام العرب ، فإن هذه الأمثلة مصنوعة.
(الرابع) أي : بدل الغلط (أن تقصد) أي : يكون بأن تقصد (٨) أنت (إليه) أي : إلى
__________________
(١) قوله : (بأن القمر ليس) وذلك أن القمر كثيف ولهذا يقبل النور بخلاف الفلك فإنه لطيف مشبه الأجزاء فلا يكون الكثيف جزأ من اللطيف. (وجيه الدين).
(٢) اعلم أن أهل الرياض قسموا الفلك الثامن مثلا إلى اثني عشر قسما ويسمى كل قسم منها برجا وقسموا كل برج إلى ثلاثين قسما وسموا كل قسم منه درجة وقسموا كل درجة إلى ستين قسما وسموا كل قسم دقيقة وكل دقيقة إلى ستين نوعا واطلب تفصيله في شرح. (جغموني).
(٣) فإن عدم تطبيق المثال لا يلزم منه عدم جواز الممثل لجواز وقوع مثال آخر مطابق وإليه أشار بقوله : (فيمكن). (أيوبي).
(٤) وإضافة البرج إلى الأسد من قبيل إضافة العام إلى الخاص وإضافة الدرجة إلى الضمير الراجع إلى الأسد من قبيل إضافة الشيء إلى بيانه. (فاضل الأمير).
(٥) والمراد من الأسد نجوم مجتمعة على صورة الأسد في برج واحد من بروج اثني عشر برجا فيكون لذلك الأسد برج مثل الذراعين والرجلين والرأس والجبهة وغيرها من الأعضاء وكان العرب إذا رأى سحابا بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد يحكمون بالمطر ويستبشرون به كما قال الفرزدق :
يا من رأى عارضا أسرّ به |
|
بين زراعي وجبهة الأسد |
(٦) وكما قال السكاكي في المفتاح وللبدل قسم خامس وهو بدل الكل من البعض لم يذكره النحاة.
(٧) وإنما قال : (بل قيل. (غجدواني وآخرون). ولم يقل : وقيل للإشارة إلى الترقي في النقل يعتمد على بعضهم لم يعتبر الأمثلة وأنكر هذا النوع. بأسره (أيوبي).
(٨) هذا التفسير إشارة إلى تصحيح الحمل ؛ لأن لفظ الرابع عبارة عن الغلط هو صفة الاسم وقوله : (أن تقصد) عبارة عن القصد الذي هو صفة المخاطب فلم يوجد الاتحاد بينهما فأول بحذف الحكم. (لمحرره).