أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبيد الله بن المغيرة ، نا إسماعيل بن أبي أويس (١) ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن عمّه موسى بن عقبة ، قال :
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعا عمر بن الخطّاب ليرسله إلى قريش ـ يعني يوم الحديبية ـ وهو ببلدح (٢) فقال له عمر : يا رسول الله لا ترسلني إليهم ، فإنّي أتخوّفهم على نفسي ، ولكن أرسل عثمان بن عفان ، فأرسل إليهم ، فلقي أبان بن سعيد بن العاص فأجازه ، وحمله بين يديه على الفرس حتى جاء قريشا ، فكلّمهم بالّذي أمره به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأرسلوا معه سهيل بن عمرو ليصالحه عليهم ، فرجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعه سهيل بن عمرو ـ قد أجازه ـ ليصالح رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتقاضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسهيل بن عمرو واصطلحا ، وأقبل أبو جندل بن سهيل بن عمرو ، ويرسف في الحديد مقيدا قد أسلم ، وكان سهيل قد أوثقه في الحديد وسجنه ، فخرج من سجن سهيل فاجتنب الطريق ، وركب الجبال حتى هبط على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى أصحابه بالحديبية ، ففرح به المسلمون وتلقّوه حين هبط من الجبل وسلّموا عليه وآووه ، فناشدهم سهيل الّا ما ردوا إليه ابنه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ردّوا إليه ابنه ، فإن يعلم الله من نفسه الصّدق ينجه» فوقع سهيل يضرب وجهه بغصن من شوك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هبه لي وأجره من العذاب» فقال : لا والله لا أفعل ، فقال مكرز بن حفص بن الأحنف ، وكان ممن أقبل مع سهيل بن عمرو يلتمس الصّلح : أنا له جار ، وأخذ بيده فأدخله فسطاط (٣).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم (٤) ، نا محمّد بن سعد (٥) ، أنا محمّد بن عمر ، أنا عمر بن عقبة بن أبي عائشة اللّيثي ، عن عاصم بن (٦) عمر بن قتادة ، قال : أفلت أبو
__________________
(١) «نا إسماعيل بن أبي أويس» سقط من م.
(٢) بلدح : واد قبل مكة من المغرب (ياقوت).
(٣) كذا بالأصل وم ، ولعل الصواب : فسطاطه.
(٤) في م : القيم ، خطأ.
(٥) الخبر في طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٥.
(٦) في م : عن ، خطأ.